ورقة وقلم

أداب وحقوق وتجارة .. كليات الدمج هدف رئيسي لطلاب الطيف

كتب - رضوي أحمد - سارة محمد

تطرقت العديد من الجامعات لفتح أبوابها لذوي طيف التوحد وعَكس هذا قيم التنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية لتطوير نظم التعليم والذي يهدف لتمكين أصحاب طيف التوحد من حياة أفضل وأرقي ورفع وعي المجتمع من خلال سبل الدمج في النظم التعليمية المختلفة خاصة الجامعات وخلق بيئة تعليمية لذوي التوحد تناسب قدراتهم وتنمي مهاراتهم في كافة المجالات .

كليات مناسبة لذوي التوحد

قالت د. دينا الحمادي ، مدير مركز التميز بجامعة حلوان ، أن ذوي التوحد متاح لهم ثلاث كليات فقط وهم أدب وحقوق وتجارة ويدخلون بتنسيق 50% في تلك الكليات وإذا كانت الكليات طبية فيكون علي حسب اللائحة الداخلية لكل كلية هل تسمح بذلك أم لا وعلي حسب درجة الإعاقة الخاصة بالمتقدم ، مؤكدةً أن كلية الطب علمية ولا يوجد بها حالات توحد .

وأشارت شئون الطلبة في كلية الطب بجامعة حلوان إلي أن الكشف الطبي هو المسؤول عن القبول ولا يوجد ذوي توحد بالكلية ، مشيرةً أنه يكتب لائق أم غير لائق عند الكشف وهذا ما يجعلهم يجهلون الحالة في بادئ الأمر ويكتشفونها بعد القبول حيث يختلف اضطراب طيف التوحد عن ذوي الإعاقة الخاصة والذي يكتب في مرحلة الكشف الطبي

"أدهم" .. توحدي يتحدي صعاب الدراسة

وقالت د. سهير عثمان ، وكيل كلية الإعلام لشئون التعليم والطلاب بجامعة الأهرام الكندية ، إنه يوجد بالجامعة طالب بالفرقة الرابعة بقسم الاتصال المرئي يُدعي أدهم وهو في درجة متقدمة من درجات التوحد ، ذاكرةً أن والدته قدمت لإدارة الجامعة أيضاً ما يثبت ذلك والتحق بالجامعة علي أنه طالب دمج وليس طالب عادي .

وأشارت "عثمان" إلي أنه في كل المراحل التعليمية بالجامعة التي مر بها كانت تُقيم له امتحانات خاصة وفقاً لقرار وزير التعليم العالي والذي ينص علي أن الامتحانات تُقدم لتلك الحالات بأسئلة اختيار من متعدد أو صح وخطأ حيث لا يمكنهم الإجابة علي أسئلة المقالي لصعوبة الأمر عليه وطوال الفترة السابقة كانت الجامعة تنفذ القرارات الصادرة من وزارة التعليم العالي .

وأضافت وكيل كلية الإعلام لشئون التعليم والطلاب أن أدهم هو الطالب الوحيد بكلية الإعلام المصاب بطيف التوحد في الفترة الحالية وإذا كانت هناك مشكلة سواء صحية أو غيرها فهو يُقدم ما يثبت صحة ذلك من خلال التقارير الطبية ويتم بعدها رفع الغياب لديه حتي لا تحدث مشاكل في مرحلة التقييم لاحقاً .

وأكملت د. سهير عثمان بإعتزاز أن أدهم من الطلبة المميزين فهو لا يأتي إلي الجامعة بصحبة أحد ليساعده علي عكس باقي الأفراد المصابين بالتوحد ويحضر كل مقرراته الدراسية وبالرغم من ذلك لا يتفاعل مع أي شخص حتي أصدقاءه ولكن يتفاعل معها فقط لأنها تتابع حالته مع والدته وبالرغم من ذكاؤه العالي إلا أنه منطوي للغاية .

وتعتقد "عثمان" أن بعض الانفعالات التي يفتعلها أدهم تكون خاصة بطيبعة المرض نفسه في بعض الأحيان ، مشيرةً أنها لاحظت أنه يتجول بداخل المدرجات ولا يستطيع الجلوس في مكان واحد لمدة طويلة ، مؤكدةً أن والدته تساعدهم في تأقلمه وتعلمه وتتعاون معهم لكي تستطيع تخطي جميع الصعوبات التي تقابلها .

وأشارت وكيل كلية الإعلام لشئون التعليم والطلاب إلي أنه توجد بالجامعة وحدة للدعم النفسي ووحدة الطلاب لدعم الاحتياجات الخاصة لتقدم لهم كافة المساعدات الممكنة ، موضحةً أن هناك شئ أخر هام يجب أن نضعه في عين الاعتبار وهو أن القبول الأساسي يكون من قبل الجامعة وليس من الكلية حيث أنهم تفاجؤوا بحالة أدهم في البداية لأنه لم يقدم لهم أوراق تثبت حالته وعندما أدركوا الأمر تم التواصل مع والدته للتعاون والسيطرة علي وضعه في حالة حدوث أي مشكلة ، والسبب في ذلك أن الجامعة لا تُقيم اختبار قبول للطلاب بكلية الإعلام وبالتالي من الصعب التعرف علي الأشخاص المصابين باضطرابات كطيف التوحد إلا بعد تقديم التقرير المخصص للحالة الخاصة بالمتقدم .

صعوبة التأقلم بالكليات الطبية

وفى صدد ذلك قال حسين محمد ، مسؤول بإدارة شئون الطلاب بجامعة ٦ أكتوبر ، أن مصابى التوحد داخل الجامعة مسموح لهم بالتسجيل داخل كلية إدارة الأعمال فقط لكن بشكل قانوني مسموح لهم التسجيل بجميع الكليات بالجامعة ، وإذا أقبل أحد الطلاب الذى يعانى من طيف التوحد للالتحاق داخل أحد الكليات العملية مثل الطب البشرى أو كلية العلاج الطبيعي ، أو طب الفم والأسنان يتم تحويله مباشرة بعد الكشف الطبى لعميد الكلية حتى يُجرى له مقابلة شخصية وعليه اجتياز ذلك الاختبار حتى يتم قبوله .

وأضاف "محمد" أن الجامعة فى الوقت الحالى لا يوجد بها أى طلاب توحد بتلك الكليات وذلك بسبب معاناتهم السابقة مع أحد مصابى التوحد بكلية طب الفم والأسنان حيث كلما كان يرى الدم داخل المحاضرات العملية يصاب بحالة من التشنج العصبي والإغماء .

احتواء ذوي التوحد بين ثنايا الجامعة

بينما قالت سعاد سيد جودة ، أمين كلية إدارة الأعمال بجامعة الأهرام الكندية ، إن لديهم بالفعل العديد من حالات التوحد ويتم التعامل معهم باحتواء تام ، مؤكدةً أن هناك حالات من الدرجة المتقدمة من الاضطراب تم قبولها وهناك حالات نجحت في الانتظام بمشاركة الأهل والتعاون مع هيئة التدريس وحالات لم تستمر .

وأوضحت "سيد" أن المعالج إن رأي حالة المريض لا تسمح له بالمرحلة الجامعية لا يفرض عليه ذلك ويرفض فهو لن يجازف بسلامة الحالة خوفاً عليها من أذية نفسها كالانتحار فهو اضطراب خطير يجب التعامل معه بكل مهارة وتفهم وعدم الضغط علي الحالة وإجبارها ويستند المعالج لمدي استجابة قابلية الحالة لهذه المرحلة .

وأشارت أمين كلية إدارة الأعمال بجامعة الأهرام الكندية إلي أن هؤلاء الأشخاص يحضرون بشكل طبيعي بجانب الطلبة ومن لديه مشكلة في الحضور يقدم طلبات إعتذارية مرفقة بالأسباب و الأشعة الطبية ويتم قبولها ومراعاة الحالة .

وأوضحت د. سعاد سيد جودة أنه إذا حدث تجاوز أو خطأ من قبل ذلك الطالب فهيئة التدريس تحاول احتواءه بقدر الإمكان بينهم وبين الأهل بدون تدخل طبيبة الجامعة إلا إذا لزم الأمر لذلك ، واصفةً طالبة من تلك الحالات أنها تتخيل وجود محاضرة لها وتذهب لتجلس في قاعة المحاضرات الغير خاصة بها بمفردها منعزلة وتسير بشكل مغيب حيث أنهم يعانون من الكثير من المشاكل النفسية وتحاول الجامعة تقديم الدعم النفسي بأقصي جهد ممكن .