كتب - أسماء عيد - ياسمين عبد الفتاح
تعاني أغلب أسر التوحد من التنمر المجتمعي وتشعر انه لا أحد يفهم ما يعانون منه خاصة أن أطفال التوحد حساسين بشكل زائد ويمكن أن يؤدي بهم التنمر للانتحار ويجب أن يعي المجتمع وأسر المصابين ما هيه المرض و يتقبلون هؤلاء الأطياف الصغار ، وأن تتعامل الأسر مع تلك المواقف المزعجة بحكمة حفاظاً على صحة ونفسية أطفالهم .
تقبل أسر طيف التوحد
وقالت فاطمة أشرف ، أخصائية التخاطب والتوحد ، إن ٨٠٪ من أولياء الأمور الذين يأتون من أجل مرحلة دراسة الحاله وتأهيلها جميعهم يكونون في مرحلة الإنكار ، وتتلخص مراحل الحالة النفسية الخاصة بأولياء الأمور في البداية بالصدمة ثم الإنكار وبعدها حالة من الغضب ثم يأتي بعد ذلك مرحلة اللوم يليها الإحساس بالذنب ثم يحدث اكتئاب وحزن واخيرا مرحلة الاستسلام وهذه هي المراحل التي يمر بها أولياء الأمور دائماً.
واكملت أخصائية التخاطب والتوحد أن الأهل يرون ان الطفل التوحدي لديه مشكله في التواصل مع الناس فيقومون بعزلة انعزال كامل غير طبيعي وهذا غير صحيح مطلقاً فمن حقه التمتع بحياة طبيعية دون قيود أو خوف من الأهل أو المجتمع .
تقبل المجتمع لأطفال الطيف
وأشارت "أشرف" إلي أن نسبة تقبل المجتمع لأطفال التوحد تكاد تكون منعدمة فهي ضعيفة للغاية لأنهم لا يتقبلون فكرة التوحد ودائماً يضعونهم تحت مسمي المعاقين ، ويجب أن ينعزلوا بمفردهم ولا يختلطون بأي شخص خاصةً إذا كان هؤلاء الأطفال في المدارس المختلطة وذلك خوفاً من أن يؤدوا الأطفال الآخرين ، موضحة أن فئه قليلة للغاية من تتقبلهم وتتعامل معهم بداخل الفصل وهذه تكون فئه ال High Function Otizm التوحد ذو الأداء العالي وذلك لتصرفاتهم المنظبطة إلي حد ما .
وأوضحت أخصائية التخاطب والتوحد أنه من واجب المجتمع إعطائهم طاقة إيجابية ، مؤكدة أن نظرة المجتمع لطيف التوحد مازالت سلبية ولا يوجد توعية بشكل جيد تجاه الموضوع حتي اصبح البعض يفكر انه مرض معدي والبعض الآخر يشفق ويعطف لجهله باضطراب الطيف .
نصائح لتوعية أسر طيف التوحد
وصرح أحمد مصطفى يوسف ، أخصائي تخاطب ومدير مركز سمارت الزيتون ، أنه في البداية يجب أن يكون هناك إرشاد سلوكي للأسرة من متخصص سلوكي خبير وليس أصحاب التنمية البشرية حتي لا يكون هناك أمل كاذب ، ويجب توعية ولي الأمر بطبيعة المجتمع الذي يعيش فيه لكي يكون مدركاً للطبيعة الخارجية ويبني أساس متين فلا يتأثر نفسياً من تنمر المجتمع ولا يترك أي شخص يتنمر علي طفله الطفل أو يعطي مجال لذلك .
وأوضح أحمد مصطفي أن أطفال التوحد أذكي مما نتخيل ولكن لا يلتحقون بعالم العامة لرفضهم له ولكن عند العمل مع هذه الاطفال نحصل على نتيجة مبهرة جداً ، مضيفاً أن مشكلة التوحد ليست مشكلة سلوكية ولكن مشكلة اضطراب عصبي .
وشدد "مصطفي" علي أنه يجب علي ولي الأمر أن يكون واعٍ لمشكلة طفلة وعندما يُلقيَ تنمر عليه من أحد يستطيع ردعة بأسلوب علمي عن إدراك وتوعية الأشخاص التي من حولة بطبيعة مرض طفلة حتي لا تتم عملية التنمر ويجب تزويد ولي الأمر بطاقة وعي عالية وان طفل التوحد ليس غبي وإنما يرفض الإنخراط في عالم العامة لأنه يأخذه نفسياً لحالة سيئة .
وأشار مدير مركز سمارت الزيتون إلي ان أهم طرق العلاج هو التدخل المبكر ونظام غذائي صحي ورياضة وتمارين تساعد علي التكامل الحسي ، وأن يكون التشخيص والتقييم عند متخصصين وتحري المصداقية لدي المتخصصين .
قصص أطفال الطيف
وقالت ريم والدة أحد أطفال طيف التوحد أن ابنها في بادئ الأمر لم يكن يعاني من أي أعراض غريبة حينما ولد ولكن حينما وصل لسن الأربع سنوات عندما لاحظت معلمته بالروضة وجود تغير في تصرفاته لتوجهها لطبيب مخ وأعصاب لوجود مشكلة في تصرفات الطفل .
وطلب الطبيب منها رسم مخ وأشعة علي المخ واتضح أن الطفل لديه نسبة كهرباء بسيطة لا تُذكر ثم بدأ الطفل بمرحلة العلاج ثم أخبرها الطبيب أنه يجب تدخل اخصائي تأهيل وتخاطب خاص باضطراب التوحد لتوجه طفلها للاخصائين .
وقامت ريم بمتابعة حالة ابنها في حالة صدمة أثر وجود مشاكل عديدة لدي طفلها ، والغريب في ظاهر الأمر أن الطبيب رفض تشخيص حالته كحالة من حالات التوحد لعدم ظهور أي أعراض خاصة باضطراب التوحد .
وحين وصل الطفل إلي سن الخمس سنوات كانت تعيش حالة من الرفض واستصعاب إصابة طفلها بالتوحد حتي أيقنت أنه ليس هناك أهم من صحة طفلها وعليها أن تتماسك ، وبعدها اطمئنت لعلمها أن التوحد ليس مرض بل متلازمة ويجب التعايش معها لعدم وجود علاج لهذا الاضطراب .
وأضافت ريم أنها ذهبت للعديد من المراكز وجاء إلي منتصف طريق العلاج وانتكست حالته وذهب كل شئ فعلته معه ُسدي بداية من مرحلة علاجه الي التأهيل النفسي .
واشارت ريم إلي أن المجتمع دوماً ما ينظر إلي أن طفل التوحد يحب الدلع علي والديه ويمثل عليهم ولا يستطيعون إدراك ان هذا الطفل لديه مشكلة و يعاني لأن طفل التوحد شكلة طبيعي ودائماً ما يربطون بين أطفال الطيف و الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لوجود نسبة تأخر عقلي لديهم وأسهل ما يفعلوه هو إلقاء اللوم على الأم وعدم قدرتها علي تربية الطفل .
وأضافت سارة أحد أمهات أطفال الطيف أن المجتمع ينظرون إلي طيف التوحد كأنه شئ عجيب نظرة مؤذية للغاية ، ودائماً يسألون لماذا يتصرف بهذا الشكل ويرون أن الأم لا تستطيع تربية طفلها وتري أن ذلك يعتبر عن قلة المعرفة المجتمعية والجهل .
بينما قالت لميس أحد أمهات أطفال الطيف أنها واجهت أشخاص كثر واطفال وشباب متنمرين ، ذكرة أنها ذات مرة كانت مع ابنها بأحد المطاعم ووجدت عجوز تنظر لابنها بنظرات غريبة لأن اطفال طيف التوحد عادة ما يصدرون أصوات وإيماءات مختلفة عن باقي الأشخاص لا تناسب سنة فذهبت له العجوز وقامت بتعنيفة بألا يقوم بفعل ذلك مجدداً بالرغم من أن لميس ردت عليها مشددة أنها لا تعرف مايعانيه ليفعل ذلك او ماذا لديه .
وأشارت لميس إلي أنهم يعيشون في مجتمع يحتاج الي تأهيل مجتمعي قبل الأطفال لكي نستطيع أن ننهض بهؤلاء الأطفال للطريق السليم ونرقي بالمجتمع ونزيل كافة الجهل المتواجد في عقول هؤلاء البشر