صحة وعافية

أُعاني ولكن لحالي

كتب - مودة صبري - شدن علاء - مصطفي صلاح - فاطمة الزهراء محمد

يشكل طيف التوحد تأثير شامل علي كافة جوانب مراحل نمو الطفل العقلية ، ويأثر أيضاً علي المخ فيحدث خللاً في الخواص الحسية والحركية واللغوية ويحدث أساليب مضطربة وسلوكيات تعبر عن الخوف والإندفاع نحو اختلاق سلوك يشبع لديه حاجة الإطمئنان والتقبل في مجتمعه والإتزان .

في حين سارعت العديد من الأنظمة العلاجية السلوكية المبتكرة لدى الأطباء إلى إتباع أسلوب يساعد أطفال طيف التوحد على تخطي مرحلة الخوف والتعامل بشكل يساعدهم على التكيف مجتمعياً مع بقية أقرانهم ، ويتشكل لدي 31% من أطفال طيف التوحد إعاقة عقلية بسبب التوحد إلى جانب الإعاقة السلوكية مما يجعلنا نتسائل عن أسباب نشوء المرض منذ ولادة الطفل .

 

تحدي الأسر لطيف التوحد

وقالت والدة "كنزي" التي تبلغ ثلاث سنوات إن ابنتها كانت لا تتكلم كثيراً وتضع أصابعها في أذنيها عند حدوث أي ضوضاء وقررت أخذها إلي الدكتور حسام الدين بهجت أخصائي تخاطب متخصص في اضطراب طيف التوحد وبعد التشخيص توضح أن طفلتها مصابة باضطراب طيف التوحد ، فكانت لا تستجيب مع الأخرين . تألمت والدتها كثيراً لكن لم يكن بوسعها سوي الرضا بقضاء الله والسعي في علاج ابنتها ، واجهت صعوبات متعددة معها ، قائلةً أن " تركيزها دائماً في المذاكرة و ترتيب المنزل ، وبساعدها علي التفاعل الإجتماعي دائماً وعندما نقوم بعمل تجمعات عائلية كانت في البداية تتهرب منها ومن الإزعاج الموجود بها لكن مع مرور الوقت بدأت تنجذب إلي التجمعات ويرجع ذلك الفضل للتأهيل الذي قام به طبيبها والذي ساعدنا فيه بقدر الإمكان" .

 

بينما قالت مروة إسماعيل أنها لاحظت بعد بلوغ طفلها "مروان" عامة الرابع إنه يتقلقل كثيراً ولغته ليست واضحة ومنعزل تماماً عن التجمعات الأسرية والمجتمعية ، ولم يكن لديها القدرة المالية للذهاب لطبيب مختص لفحص حالته إذ كان الطفل لا يستجيب مع معلمينه في المدرسة وتم استدعائها إثر شكاويهم فلم يكن يحتمل ضوضاء الفصل الدراسي .

فلجأت مروة إلي "شيرين كمال" الأخصائية الإجتماعية والتي شخصت حالته بأنه يعاني من اضطراب طيف التوحد وتقوم بمساعدته علي أن يتفاعل اجتماعياً مع الأشخاص ، لكن الجدير بالذكر أنه من المتفوقين علي مدار العام الدراسي بالرغم من ذلك تحاول مروة مساعدته بكافة الوسائل التي تعلمتها من وسائل التواصل الإجتماعي بتعليمه الرسم و فك البازل و تلوين رسومات وتتعمد الحديث معه لكي يتفاعل معها ولكن بعد مرور سنة بدأ التفاعل الإجتماعي لديه يَقل ولا يتأثر بغياب أسرته التي تعاني كثيراً معه .

سعي فائق في سبيل حياة أفضل

وفي إطار ذلك تقول شيرين كمال علي ، أخصائية إجتماعية ، أن التوحد ليس مرض نفسي بل هو اضطراب عصبي ، وليس كل المتوحدين إنعزاليين ولكن كل حالة تختلف عن الأخري فبعض الأشخاص من الممكن أن يصابوا بالتوحد وهم صغار ولكن بالمتابعة العلاجية يتغير ذلك ويستطيع الشخص أن يتواصل مع الناس بطريقة جيدة ومثال على ذلك "مروان أحمد" طالب في الصف الخامس الإبتدائي يأتي في الإستراحة ما بين الحصص ويتحدث معي لأن عائلته ليس لديهم المقدرة على الذهاب الي طبيب نفسي لمتابعة حالته ومحاولة علاجة .

تحدثت معه وبدأ يستجيب عن المرة الأولي فالتوحد لديه من الدرجة الأولي ويستطيع الإستجابة مع الأخرين ولا يلجأ لطبيب نفسي ، ولذلك إن تم استقبالهم من قبل الأخصائين الإجتماعيين للتواصل الانساني ستتحسن الحالة وتختلف كل حالة توحد وأخري عن غيرها وليس كل المتوحدين لديهم ذكاء عالي بشكل دائم فهم بشر لديهم نسب ذكاء كالأشخاص العاديين منهم النسب المتوسطة ومنهم أيضاً مستويات ذكاء بدرجة عالية .

وأشارت "كمال" إلي أنه من صفات طفل طيف التوحد الذي لم يخضع لجلسات علاج الطبيب النفسي أن الطفل عند الجلوس علي الكرسي يتحرك كثيراً أو يهتز بسرعة عالية وفي بعض الأحيان يمكن أن يضحك أو يصرخ أما بالنسبة للتواصل البصري ، طفل التوحد لا يركز علي الذي أمامه ولديه لامبالاه ولا ينتبه لإشارات الشخص الذي أمامه .

لذلك دورنا كأخصائين اجتماعيين مساعدتهم في المدرسة على التفاعل الاجتماعي فأحياناً يهاب الأصوات العالية ومن الممكن أن يتوتر من الأضواء العالية ولا يهتم بمن حوله وعلي سبيل المثال الطالب "مروان" في المدرسة التي تعمل بها فإذا تركه والديه في مكان ما لا يتأثر بغيابهم وذلك يختلف من شخص لأخر .

وأكدت "كمال" أن طفل التوحد عندما يكون في أماكن مثل الأفراح والنوادي والملاهي يظهر خوفاً شديداً بسبب الإضاءة العالية والأصوات الصاخبة ويقوم بوضع يديه على عينيه أو أذنيه لكي لا يري أو يسمع .

مهارات الطفل التعليمية

وأوضحت الأخصائية شرين كمال أن المدرب أو المعالج الخاص بتعليم طفل التوحد المهارات التعليمية كالقراءة والكتابة يجد أحياناً صعوبة في تعليمه الطريقة الصحيحة لمسك القلم والكتابة والنطق فهناك بعض المصابين بالتوحد لا يستطيعون الكلام وبعضهم يبدأ الكلام مؤخراً فمنهم من يبدأ بالتحدث بعد ثلاث سنوات ومنهم فيما بعد الثلاث سنوات وفي هذه الحالة يجب أن يلجأ إلي طبيب نفسي .

وأضافت شيرين كمال أن الشخص الذي لديه توحد يصلح للزواج وليس هناك مشكلة في ذلك الأمر ولكن الفكرة هنا هل يقدر أن يقود عملية الزواج ؟ ، هل يقدر أن يعمل ويتحمل المسؤولية ؟ ، فالمشكلة أنه ليس لديه مرونة ولكن مع كل ذلك يستطيع أن يتزوج لأن لديه قدرات عالية للغاية مثل الترتيب والنظام .

وأكدت أن الشخص الذي لديه توحد مثل طالب جامعي يكون لديه القدرة على العمل الذي يكون عبارة عن مراجعة دفاتر ومراجعة حسابات في العمل أو في شغل المحاماة حيث تنفع هذه الأعمال كثيراً معهم لأنهم يتمتعون بذكاء عالي .

إشاعات وحقائق حول التوحد

وقالت شيماء عادل ، طبيبة متخصصة في علاج مرضي طيف التوحد ، إنه في الماضي كان هناك العديد من الافتراضيات والاعتقادات الخاطئة فيما يخص أسباب إصابة الطفل بمرض التوحد مثل عدم اهتمام الأم بالطفل وإعطائه الحنان اللازم مما جعل علاقة الأطفال بالأم تنهار وكان من النتائج المترتبة على هذا الانهيار هو الإصابة بالتوحد ولكن بعد فترة أثبتت الدراسات أن هذا الافتراض خاطئ تماماً .

كما أثبتت الدراسات أيضاً أن أسباب الإصابة بالتوحد يمكن أن تعود إلى عوامل عضوية بيولوچية أو چينية أو كيميائية ولذلك نجد أنه يتم تصنيف التوحد من ضمن الاضطرابات الجسدية وليس الاضطرابات الإنفعالية ولكن مازال ليس هناك سبب مؤكد لشرح وتفسير سبب إصابة الأطفال بالتوحد وهناك أيضاً بعض الأبحاث التي من خلالها توصل الباحثون إلي أن نسبة احتمال إصابة الذكور هي أربعة أضعاف نسبة إصابة الإناث  .

وتتلخص أعراض التوحد في عدم القدرة على الكلام والتواصل مع الأخرين بشكل طبيعي ، وعدم الرغبة في اللعب والتعامل مع أشخاص جدد ، الخوف من العلاقات الاجتماعية الجديدة وتفضيل الإنعزال ، وعدم الإستجابة أو الإستجابة البطيئة للحواس مع المؤثرات الخارجية مثل اللمس والحضن والأصوات العالية التواصل والتفاعل الاجتماعي .

وأكملت الدكتورة شيماء أنه قد يعاني طفل أو شخص بالغ مصاب باضطراب طيف التوحد من مشاكل في التفاعل الإجتماعي ومهارات التواصل مثل عدم استجابة الطفل عند مناداته بأسمه أو رفض العناق ويبدو أنه يفضل اللعب بمفرده أي أنه ينسحب إلي عالمه الخاص .

كذلك ضعف التواصل البصري وغياب تعبيرات الوجه  وعدم الكلام أو التأخر في الكلام ، والتحدث بنبرة أو إيقاع غير طبيعي ؛ وقد يتحدث مثل الإنسان الآلي أو يكرر الكلمات والعبارات الحرفية ولكن لا يفهم كيفية استخدامها .

التوحد والحرمان البيئي

وأكدت "عادل" أن هناك تشابه كبير بين أعراض الحرمان البيئي والتوحد والمقصود بالحرمان البيئي هي بيئة الطفل الذي يعيش فيها ويكتسب من خلالها اللغة حيث أنها مهمة جداً في مرحلة الطفولة المبكرة حيث تتشكل الخطوات الأولي لمهاراته الإدراكية والمعرفية واللغوية والاجتماعية ومن هنا فالحرمان البيئي للطفل يعني أنه لا يجد الإشباع الكافي لاحتياجاته ويصعب ممارسة الاستخدام السليم للتراكيب اللغوية في حياته اليومية .

وذلك يكون نتيجة لانشغال من يعيش معهم عنه وعدم إعطائه الوقت الكافي لمحاورته مما يسبب حدوث تأخر في نمو بالرغم من توافر العوامل الداخلية للطفل سواء الحسية والعصبية ، ويشيع وجود هذه الحالات في البيئات المحرومة اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وعاطفياً ولكن ليس من الضروري أن الحرمان البيئي يكون لدي الأطفال الذين يعيشون في تلك البيئات .

تطبيق M-chat لمتابعة حالات التوحد

وقال الخبير نصر السيد سليمان ، مساعد وزير الصحة السابق ، إن وزارة الصحة والسكان تستعد لمبادرة الكشف المبكر لاضطرابات طيف التوحد بإضافة خدمات جديدة ومطورة وهي تقييم حالات طيف التوحد عن بعد من عمر 6 أشهر حتي عامين ونصف وذلك عن طريق تطبيق  M-chat.

وأضاف "السيد" أنه من خلال استخدام تطبيق M-chat الذي يساعد الأهالي علي الانتظام ومتابعة حالة الطفل باستمرار وتنبيههم بمواعيد العلاج ستكون رحلة العلاج أفضل وأيسر ، مشيراً إلي أن الدولة تحرص علي تقديم أطباء وممرضين ومشرفين وأخصائيين بأعلي مستوي وتوفير أطقم طبية متكاملة بجميع محافظات مصر ، مُصرحاً أنه سيتم إنشاء مراكز جديدة لعلاج طيف التوحد وزيادة التوعية اللازمة في المستشفيات لسهولة التعامل بين الأطباء والمرضي وسوف يتم القيام بعمل دورات تدريبية مكثفة للطواقم الطبية بجميع المحافظات .

مركز "مودرن كيدز" لعلاج أطفال التوحد

ويقوم مركز " مودرن كيدز " بعلاج أطفال التوحد وتدريبهم علي الرسم و الأنشطة العملية والترتيب والنظام وحل المسائل الرياضية و تشخيص حالات التوحد وتأهيلهم للتفاعل مع المجتمع .

وقال الدكتور حسام الدين بهجت ، أخصائي تخاطب في مركز مودرن كيدز ومسؤول عن المركز ، أن التوحد عبارة عن اضطراب عصبي نمائي يحدث للطفل فى مرحلة مبكرة وذلك الاضطراب يبدأ عندما يكون الطفل غير قادر على بدأ الكلام فى سنواته الأولي وذلك بسبب قصور فى إشارات المخ وعدم استعابها .

وذكر "بهجت" أن تلك الاضطرابات توجد منها خمسة أنواع الأول أن يكون الطفل غير قادر علي الحديث أو أن عمره لا يتناسب مع قدراته العقلية ، الثاني أن يكون الاضطراب على هيئة سلوكيات حسية مثل فرط الحركة أو المشي على أطراف الأصابع ، والثالث هو اضطراب اجتماعي حيث أن الطفل المصاب بالتوحد يكون غير قادر على التواصل مع أحد خارج حدود أسرته .

أما الرابع هو اضطراب التواصل البصرى حيث يكون غير قادر على إطاله النظر إلى العين بشكل مباشر وإنما تكون نظراته عابره سريعة ، والخامس هو الاضطرابات العاطفية لدي طفل التوحد فيتصف بالبرود العاطفي فلا يضحك ويرد ردود صارمة ولا يكون قاصد علي هذا الفعل ، وأشاد أيضاً أن التوحد يكون عبارة من نوعين توحد مرضي وتوحد مكتسب ويتم تحديد النوع من خلال تحليل العوامل البيئة المحيطة بالطفل .

وقال أخصائي التخاطب حسام أن الأطباء يقومون بالتشخيص والعلاج من خلال المقاييس والاختراعات التي يأخذونها من الدليل الإحصائي ، وتم ملاحظة أنه يوجد تشابه بين الحرمان البيئي والتوحد وبعد الدراسة استطاعوا الفصل بين الحرمان البيئي والتوحد ، ولا يوجد علاج صريح للتوحد ويتلخص دور المختصين في متابعة الحالة والمقدرة علي مساعد طفل التوحد في ممارسة حياته الطبيعية وتحسين قدراته والمقدرة علي العمل في وظائف تناسبه مثل شغل المحامي أو
شغل الحسابات و مراجعة الدفاتر ، موضحاً أن الدولة توظف حوالي 5% قدرات

   


خاصة لكن المشكلة أنهم لا يمتلكون المرونة

مركز كيان للتدخل المبكر والتأهيل المجتمعي

وقالت نهي حسن محمد ، مديرة مركز كيان واستشاري الطب النفسي ، إن أعراض اضطراب التوحد تنقسم إلي أربعة أعراض ، سلوكية واجتماعية وانفعالية ولغوية ، ويتكون التوحد من بنود أساسية يعاني منها الطفل بشكل لازم حيث يكون لديه خلل في التواصل الاجتماعي فلا يفهم اللغة الموجهه إليه والتعابير المستخدمة بشكل يومي مما يشكل عليه صعوبة بالغة في التعبير عن نفسه وبالتالي يكون إنطوائي جداً .

وأشارت "حسن" إلي أنه يتم ملاحظة أزمات حركية عليه أي أنه يتحرك في اتجاهات مختلفة إلى جانب قصور الوعي في البيئة التي يعيش فيها وفرط حركة شديد يظهر في أسلوبه في أوقات غير مفهومة نتيجة خلل في المناطق الحسية التي لديه إضافة إلى تشتت شديد في الإنتباه وعدم التركيز في شيء واحد مما ينتج عنه الإعاقة العقلية التي هي محور عدم انتظام النمو مع تولد هذه السلوكيات .

ويندرج ذلك إلى جانب فقد قدرة التعبير عن النفس لعدم انتظام النطق الصحيح وهذا التأخر اللغوي هو من أوائل ظهور الأعراض وأصعبها كون الأباء والأمهات غير قادرين على فهم ما يحتاج إليه طفلهما وهنا يختلف المصاب بالإعاقة اللغوية التي هي من أعراض طيف التوحد عن الطفل الذي يعاني من تأخر الكلام والذي يربط بينه الكثير من الأشخاص نتيجة عدم الملاحظة الجيدة فالتأخر الكلامي يكون الشخص فيه على وعي وإدراك باللغة الموجهه إليه علي عكس طيف التوحد الذي يكون فيه الطفل في المراحل الأولية غير واعياً ببيئته .

وأكدت الدكتوره نهي حسن علي أن نتائج الدراسة الخاصة بأسباب نشوء طيف التوحد غير معروفة حتي الأن رغم تقدم العلم ، ولكن يوجد أسباب أخري مثل إصابة الطفل باضطرابات عقلية  ، ويرجع لاهمال الطفل باستمرار ورفضه وإحساسه بالحرمان العاطفي بالإضافة للخلافات الأسرية الدائمة التي تجعله يهرب وينعزل ويغلق علي نفسه .

وكان العامل الوراثي من ضمن الملاحظات العلمية واكتشف الأطباء أن نقص المعادن الشديد بالجسم يسبب طيف توحد مثل نقص فيتامين د لأنه من الفيتامينات المهمة لنمو مخ الجنين ونقصه يؤثر علي مادة الجلوتاثيون والتي تعمل علي تخليص الجسم من المعادن الثقيلة التي تؤدي إلي تلف الأنسجة بالمخ .

ولذلك تنصح د.نهي الأمهات أثناء فترة الحمل بالتعرض للشمس لاحتوائها علي أشعة تفيد معادن الجسم ، وابتعاد الحوامل عن تناول أدوية الصرع أثناء فترة الحمل ، وبالتالي يتم اخضاعهم لحميات غذائية وتناول أكلات معينة وهذه من ضمن قواعد الخطة العلاجية المقدمة إلى جانب العلاج السلوكي .

مراحل التشخيص الطبي لطيف التوحد

كما أشارت مديرة مركز كيان إلي أنه يتم تشخيص التوحد بدائياً عندما تلاحظ الأم بخلل في تصرفات ابنها بعد إتمامه عامين أو ثلاثة بالانتقال إلى مراكز العلاج ويتم إخضاع الطفل المريض في البداية للقسم النفسي باختبار الطفل وقسم الجيليام واختبار الكارز وإذا كانت قيم الاختبار أكثر من 3 يصنف أنه اضطراب طيف التوحد وفي حالة تم قياس قدرات عالية يتم عمل اختبار ذكاء للطفل .

وذلك بعد اختبار عدة تقييمات نفسية أولية ويتم تحديد مراحل تطور المرض والاستعانة بأسئلة وملاحظات علي سلوكيات الطفل في المنزل مثل النمو البطيئ وتأخر التواصل البصري واللغوي وبعد كل ذلك يأخذ الأخصائي النفسي جميع هذه المعلومات ومراحل تطور المرض على حسب الدرجة التي تنتج من الاختبار ويقوم بعمل مقاييس باختبار قدرات الطفل شخصياً لتحديد الدرجة ويخضع الطفل للخطة العلاجية المناسبة .

وقالت الدكتوره نانسي يسري ، استشاري تخاطب وسلوكيات ومنسق لجمعية كيان ، إن الخطة العلاجية المقدمة لابد أولا أن يتم تقديم حمية غذائية بها لتزويدهم بالمعادن بسبب نقص المناعة ومعالجة اضطربات المخ وذلك لأن في الأساس توجد أكلات تزيد المشاكل الحسية ولمعالجتها يتم الاهتمام بالجزء الداخلي في الجسم أما الجزء الخارجي يتم علاجه في مراكز التأهيل والتكامل الحسي وكله في خطة علاجية يتم اتباعها يومياً إلى جانب العلاج السلوكي .

وتختلف الخطة من سن لأخر ويخضع الطفل للمهارات التي في سنة لكي يتدرب عليها ليكون مؤهلاً لها لذلك لابد من اخضاع الطفل للعلاج في سن مبكر ويتم أيضاً عمل تمارين لمعالجتهم على التعبير السلوكي الصحيح من عمل حركات صحيحة وإشباع الإحساس والعاطفة لديهم إلى جانب استخدام زيوت مثل زيت اللافندر لتهدئته بسبب فرط الحركة وزيت النعناع للتنشيط في حالة خمول الجسم الدائم وزيت الكافور لإشباع الجانب الإحساسي والخوف بالاطمئنان .

نصائح لأسر المصابين بطيف التوحد

وأكدت "يسري" أنه يجب علي الأشخاص المقبلين على الزواج إجراء كشف طبي قبل الزواج لكلا الطرفين والمتابعة أثناء الحمل من قبل الطبيب لتجنب حدوث أي خلل وظيفي للطفل الذي تتم ولادته وبعد الولادة أيضاً ومراقبة أي طفل أول 6 شهور بعد ولادته وكذلك أثناء الرضاعة ويقع الكثير ضحية للكشف المتأخر مثل عمر الثلاث أو الأربع سنوات وحينها يكون الطفل قد تأخر في عمره دون الإخضاع لعلاج صحيح مما يُفقد لديه العديد من المهارات .

وأوضحت الدكتورة نانسي أنها تُشفق على الأمهات اللواتي يكونن عرضة لإصابة أبنائهن بالتوحد حيث أنهن يعشن في قوقعة بعيداً عن المجتمع خوفاً من الإحراج إلى جانب الضغط النفسي من أزواجهن دون مساندة والحقيقة في هذا الأمر أن الشخص المظلوم الوحيد هنا هم الأطفال كونهم يعيشون في بيئة ظلامية بمفردهم غير قادرين على فهم أنفسهم بدايةً قبل فهم مجتمعهم المحيط  بهم .

بالإضافة إلى أن الأم لابد أن تتحلى بالشجاعة وتقبل طفلها كما هو لمساعدته وتجنب أسلوب مقارنة طفلها بالأطفال الذين في أقرانه حيث أن ذلك الصغير المقبل على مجتمع يعتبره عالم أخر غير عالمه وهذا ما يحرص عليه المرشدين النفسيين وهو توعية الأم والأب أنهم الأبطال الحقيقيين لتقبل ابنهم وهو بهذه الحالة والمطالبة بتعليمه وتطويره سلوكياً إلى جانب جميع الأبناء وعدم العيش في قوقعة بسبب الاكتئاب