صحة وعافية

تفكيك الشفرة العصبية المتلازمة لطيف التوحد

كتب - فاطمة الزهراء محمد

متلازمة التوحد ليست اضطراب فقط إنما لغز محير جداً ، أحتار فيه العديد من الأمهات والآباء الذين لم يجدوا اتجاهات واضحة نحو بداية علاج أفضل حيث يختلط الأمر علي كثير من الأطباء الغير الباحثين في الأبحاث العلمية المتطورة الصحيحة في أسلوب العلاج  ، واضعين علاج خاطئ وتحليل غير شامل لاضطراب التوحد .

ويعد الاختلاط مع أطباء أخصائين غير مجديين للعلاج الكافي للتوحد وهم مايطلق عليهم  تجار في سوق التوحد لأنهم يبحثون عن طرق غير صحيحة لعلاج الاضطراب ، واضعين تلك الأساليب كعلاج أساسي ، وهذا ما تتناوله الكثير من المجتمعات العربية دون أي تطور ملحوظ في علاج التوحد ولذلك يحدث تشتيت لعقول الآباء وتتضارب الآراء .

 

 

صعوبة في إيجاد تفسير واضح لماهية الاضطراب

 

وقال والد الطفلة سارة أنه عانى كثيراً لإيجاد طبيب يكشف ما تعانيه ابنته من اضطراب نفسي حيث ظن أن الأمر يتعلق بنفسيتها والحرمان الأسري بسبب المشاكل الزوجية بينه وبين زوجته وطلاقه لها ، ليكتشف أن الأمر مرتبط بمتلازمة التوحد التي فسرها أحد الأطباء وأدرج أعراض طفلته السلوكية المرتبطة بأكل ورق الحائط وعض الطاولة وكسر الزجاج أنها لا تمت للحرمان البيئي بصلة .

حيث أنها أعراض اضطرابية نتيجة نقص في المعادن اللازمة وزيادة نسب ثقيلة من المعادن المسمومة مثل الزئبق وبكتيريا الجهاز الهضمي التي أثرت على الموصلات العصبية وجعلتها تتصرف بهذا السلوك البشع المدمر ذاتياً ، وقام الطبيب في بادئ الأمر بإجراء فحوصات عليها لتحديد نوع من أنواع الحمية الشديدة لها .

بالإضافة إلى بعض الأدوية التي تسحب المعادن الثقيلة ومعها المعادن المفيدة لذلك تم جنبها  ، ولم يتغير الوضع سوي تغير طفيف جداً لذلك تطلب الأمر جلسات تأهيل وحمية قاسية جداً ، وكان الأمر الصعب عليها حيث تطلب منع منتجات الألبان و البقوليات بالإضافة إلى التأهيل السلوكي والذي ساعدها على تطوير مهاراتها فجعلها تتقن مهارة الحفظ بالإضافة إلى حفظها للقرآن الكريم بعد سنوات من العلاج .

 

بينما أوضح والد الطفلة أسماء أنها كانت جيدة خلال السنوات الأولى حيث كان يتم تشغيل الأغاني لها وترقص وتلعب وتشاهد التلفاز باستمتاع بشكل طبيعي إلي أن لاحظ الفرق عند عودته من السعودية وظن في بادئ الأمر أن ذلك مجرد إهمال من زوجته ، ونصحه بعض من أطباء أهله أن يزور طبيب مخ وأعصاب ليجد أن جينات طفلته بعد الفحص المجهري تصنف على أنها اضطراب سلوكي عصبي ، ويؤثر في الموجات العصبية بشكل كبير .

وأختلط علي الأب مشاعر الغضب والحزن بسبب عدم استجابة ابنته التواصل معه وسبب هذا خطراً كبيراً حيث لم يكن لها قدرة على التركيز أو عمل الحواس بشكل جيد وذلك يعود لشدة إثارة الموصلات العصبية التي تعبر عن الجين الخاص بها فلا يعطيها إشارة تحذير كافية ولكن بعد مجموعة من الأدوية الفعالة وجلسات العلاج المستمرة مع عمل رسم مخ جيد أودي بنتيجة لا بأس بها في السمع والتركيز وتقليد الحركات والاستجابة ومازالت تواصل فترة العلاج .

تفاصيل علمية تخص نشأة الاضطراب

وقال د. إيهاب الرجائي ، متخصص في علاج التوحد واستشاري مخ وأعصاب ، في وصفه عن التوحد أنه ليس مرض إنما اضطراب عصبي وله أعراض معينة يميزها الطبيب الخبير الدارس وليس مثل من يدعي الفهم ، ووفق مجال عمله وعلاجه يوجد أنواع من الأنماط ، أولاً النمط الجيني حيث يولد طفل ولديه نوع من الخلل في الطفرات الجينية ويعبر الجين عن نفسه حيث لا يكون لدى الطفل تواصل ولا تفاعل وهذا يكون جزء من المتلازمة أو الإعاقة الوراثية .

أما النوع الثاني في حالة زواج الأقارب فقط يوجد تكون لجين ذو نمط متنحي ناتج من الزواج ويكون الوالدين سالمين من ناحية الصحية حيث يتكون في الطفل هذا الجين ويكون من الوالدين كل واحدة نسخة منفردة في الجين من كلاهما تكون النتيجة يولد جنين مصاب بأعراض التوحد .

أما النمط الثالث يكفي وجود نسخة من المرض لدي أحد الوالدين ، ومرض التصلب الضرري مرض في الأساس يتكون في الجلد ويخلط الكثير بينه وبين التوحد بسبب الأعراض الشبيهه به حيث أن الجلد والمخ لهما جزء نمو مشترك واحد في المرحلة ولادة الجنين و يكون هذا المرض التصلب الضرري مميزاً بعلامات مثل البقع البيضاء يستطيع معرفتها دكتور المخ والأعصاب وهي في الأساس جزء من متلازمة الجلد العصبية والذي يفصل بين المريضين هو فحص الرنين المغناطيسي

لم تكتمل فرحتها أكثر من ثلاثة أعوام، هدى فتاة تبلغ من العمر واحد وثلاثين عاماً ، تزوجت في سن صغير وانتقلت من محافظة

طريق ممهد نحو أسلوب علاج دقيق

وقال د. محمد العفيفي ، استشاري توحد ، إن العوامل الخاصة بتكوين اضطراب طيف التوحد تعود بشكل أساسي لتكوين الجينات من ضمنها أمور متعددة ليس نقص البكتيريا فقط إنما ملوثات بيئية عالية التأثير مثل الأم الحامل عندما تأكل علب التونة المعلبة والتي تحتوي على الزئبق حيث توجد أبحاث تنص على أن المعادن الثقيلة تأثر على جينات معينة تجعلها ملوثة بشكل ثقيل وبالتالي تتأثر الموصلات العصبية لأن الجينات جزء أساسي في تكوينها أثناء تكوين الجنين بالإضافة للبكتيريا التي لها دور في تكوين الإشارات العصبية في المخ .

وأشار "العفيفي" إلي أنه لا يقتنع بالنظريات والأبحاث بل يهتم بفهم طبيعة الموضوع ذاته لأن النظرية في الأساس هو افتراض لشيء قد لا يكون أكيد ، مؤكداً أن الموضوع معقد ومتشابك أكثر من أن يتم عليه افتراضات ، والتوحد كذلك يأتي للطفل منذ الصغر حيث يكون لأسباب متعددة مثل تأثره بسفر والدته أو أي صدمة في سنه الصغير وهو لايزال ينمو  وهناك أسباب أخرى أساسية فالصدمات هي مجرد سبب فرعي .

أولا الأبحاث الأساسية المعتمدة تنص على أن الجهاز الهضمي هو الأساس بسبب تكون البكتيريا في أمعاء الأطفال نتيجة المعادن الثقيلة مثل الزئبق والنحاس مما يؤثر على المخ نتيجة الاتصال بين الجهاز الهضمي والمخ أيضاً هناك سبب وهو التهابات على مستوى المخ من أساسها تعمل على تكوين أعراض التوحد بسبب شدة تأثر الموصلات العصبية التي تؤثر أساساً في السلوك .

كما أوضح د. محمود العفيفي أن أطفال التوحد لديهم ذكاء حاد ولكن بنسبة معينة بالطبع وليس جميعهم وذلك يكون في أمر واحد فقط في حل المسائل المعقدة أو في البرمجة أو حفظ اللغات مثل اللغة الصينية نتيجة التعلم من اليوتيوب دون مساعدة أحد وذلك يعود لموصل عصبي في أماكن محددة في المخ يسمى بروتامين ويكون نشط جداً وحاد بشكل خارق في مكان محدد في المخ وذلك لأطفال التوحد فقط ومشكلة عدم التوظيف الصحيح لهذا الذكاء وتنميته في المهارات أنه ليس لديهم تواصل بين أجزاء المخ المختلفة حيث يوجد خلايا تعمل بشكل جيد جداً ومنتظم وخلايا لا تعمل تماماً أو بنسبة غير جيدة أما بالنسبة لدرجات التوحد تعتمد على الأعراض وشدتها على حسب المشاكل وتأثير العوامل الطبيعية وذلك يتبع الجينات و كيف تعبر عن نفسها بأي درجة وبأي نسبة

محاولة إيجاد سبيل لحل أزمة التوحد

وقالت الدكتورة حياة البربري ، متخصصة في علاج التوحد و باحثة متعمقة في المجال ، إن النظرية التي تقيس عليها الأبحاث الألمانية تذكر أن السبب الحقيقي للتوحد هو طفرة تعتمد بشكل كبير على جينات معينة وبناءاً على ذلك نقوم بتحليل جيني وأساس تكوين كل جين ، وليس شرطاً أن يكون طفرة فقط فمن الممكن أن يكون جين وراثي من أقارب العائلة فمن الممكن أن يكون أحد الأقارب لديه جينات عصبية بها مرض أو جين عصبي معين ينتج عنها تكوين طفل توحد في العائلة بأكملها .

وأوضحت "البربري" أن النتائج أكدت أن التوحد ليس لديه علاج حتي بالتدخل المبكر، مشيرةً أن أول شيء تلاحظه الأم على طفلها هو التأخر البصري حيث يتم القيام بمجموعة من التحليلات والاختبارات المختلفة لقياس الاختبارات الوراثية ونسبة الجينات واختلافها ، موضحةً أن معلومة التلفزيون هو سبب تكون التوحد إشاعة كبيرة فالطفل يولد بالتوحد ويصاب نتيجة للعوامل البيطرية ولكن ليس بسبب التلفزيون إطلاقاً .

لكن العَرض الأول هو شاشة التلفزيون التي تلاحظ فيه الأمهات ما بين سن سنة إلي ثلاث سنوات أعراض التوحد ، وأعراض التوحد أمر وأعراض شبيهه بالتوحد هو أمر أخر وللأسف الكثير يخلط مابينهما مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وهناك اضطراب واضطراب داون وأعراض كل منهم شبيهة للتوحد وللأسف الكثير من الأخصائيين يخلطون بينهم في التشخيص بسبب عدم الدقة الكافية وعدم الرقابة من الحكومة على عملهم ، وأكدت الأبحاث والدراسات أن الأجهزة الإلكترونية تساعد أطفال التوحد على اكتساب قبول وتجعلهم الأجهزة أذكياء في اكتساب بعض المهارات .

ويتم القيام باختبار لقياس مستوي التوحد وذكاء واختبار جينات ويجب معرفة أي أمراض مسبقة أو عصبية نادرة تعرض لها الطفل أو والديه ، واختبار للمعادن لأن أطفال التوحد  لديهم معادن ثقيلة مثل الزنك والنحاس والزئبق بنسبة عالية جداً وهم يولدون بها ، ويتم اكتشاف ذلك من عمل تجارب على شعر طفل التوحد .

 

وأوضحت "البربري" أنهم من أجل العلاج يقومون بحمية غذائية صعبة للغاية وذلك تجنباً لزيادة تأثر الموصلات العصبية خاصة يتم منع مكونات الجلوتين الموجود في اللبن والملح والشعير والتي يحبها الأطفال في طعامهم ، مشيرةً إلي أنه لا يوجد علاج نهائي لكن يوجد علاج يُظهر تطور ملحوظ ولكن تبقى بعض السمات الطفيفة حتى بعد أن يكبر الطفل وتكون النتيجة أنه يتصرف طبيعياً مع وجود آثار من المتلازمة مثل القدرات الكاملة في المهارات والاستيعاب عن باقي الأطفال والأشخاص ، ويعد التدخل المبكر من سن السنتين أو حتى الأربع سنوات يمنع زيادة تأثر الموصلات العصبية

 

وأوضحت "البربري" أنهم من أجل العلاج يقومون بحمية غذائية صعبة للغاية وذلك تجنباً لزيادة تأثر الموصلات العصبية خاصة يتم منع مكونات الجلوتين الموجود في اللبن والملح والشعير والتي يحبها الأطفال في طعامهم ، مشيرةً إلي أنه لا يوجد علاج نهائي لكن يوجد علاج يُظهر تطور ملحوظ ولكن تبقى بعض السمات الطفيفة حتى بعد أن يكبر الطفل وتكون النتيجة أنه يتصرف طبيعياً مع وجود آثار من المتلازمة مثل القدرات الكاملة في المهارات والاستيعاب عن باقي الأطفال والأشخاص ، ويعد التدخل المبكر من سن السنتين أو حتى الأربع سنوات يمنع زيادة تأثر الموصلات العصبية

بينما قال د. إيهاب الرجائي مكملاً حديثه أن أولى خطوات الفحص المنهجي الدقيق وأهمها هي الرنين المغناطيسي ورسم المخ والتحاليل بحيث يتمكن من رصد تلوث المعادن الثقيلة ومستوى الكانديدا الدقيقة وكذلك نسبة الحديد وفيتامين د والكالسيوم والهيموغلوبين بالإضافة إلى دراسة التاريخ الصحي الخاص بالأم والطفل كاملين .

آراء متباينة من أطباء متخصصين

قال د. حسن أحمد حلمي ، استشاري مخ وأعصاب ومتخصص في مجال التوحد ، أن طفل التوحد يتم اختباره عن طريق تمرين صوتي واختبارات مثل تنفيذ الأوامر وقياس نسب التركيز والانتباه بالإضافة إلى قياس مهارات الطفل مثل نظام الحركة و من الممكن أن يكون لديه سلوكيات عدوانية شديدة لا يمكن السيطرة عليها وتحتاج إلى خبرة كبيرة جداً كذلك وجود عوامل بيئية التي تؤثر عليه مثل سوء تصرف الوالدين معه دون إدراك منهما ، ويؤثر عليه مشاهدة التلفزيون بصورة زائدة كونه مفتقد لقنوات التواصل السليمة .

وتبدأ أعراض التوحد تزيد لأن لديه زيادة في شدة الموصلات لذلك يقل كلامه ويصبح عدواني لا يستطيع التعبير عن نفسه ويصبح الأمر صعباً قبل العلاج حيث أن الأجهزة الإلكترونية تزيد الاستثارة بسبب الموجات الكهرومغناطسية ، مشيراً إلي أنه في بادئ الأمر يكون للطفل علاج خاص في سن ٣ سنوات ويتحسن بواسطة جلسات تعديل سلوك وتمارين التركيز والإنتباه وعندما يصبح في عمر 9 سنوات تزداد صعوبة تقويمه .

 

وأشارت د. رحاب حسن بشير ، أخصائية تحسين وتأهيل وحاصلة على دكتوراة في مجال التربية ودراسة سلوك الأطفال ، إلي أن التقرير الخاص بالجمعية الأمريكية الخاص بذوي الإعاقة بشكل عام (dsm5) ذكر في أخر إصدار له أن التوحد ليس مرض لأن الأمراض يُعلم سببها وعلاجها عكس التوحد الذي يتم محاولة الوصول لأسباب المشاكل المتعلقة به وإيجاد حل لها مثل المشاكل الحسية القوية جداً ومشاكل السمع والبصر والاحساس ، فهم يستقبلونها بشكل مختلف جداً عن العالم المحيط بهم ، وضعف التأثر الخاص بهم يكون بسبب وصول الأحاسيس بشكل قوي جداً لعقلهم الباطن فلا يستطيع أحد تفسيرها وتصبح النتيجة إشباع أحاسيسهم بالتصرفات العصبية والغريبة .

وأوضحت "حسن" أن الاضطراب يصيب اللغة بشكل كبير ويصعب فهمهم وتعبيرهم لما يحتاجونه لعدم انتظام الإشارات لديهم وعدم إدراكهم بكيفية توظيف المهارات بالإضافة إلى خيالهم الواسع ، ذاكرةً أنه من مجال احتكاكها بالأطباء تعرضت للحيرة كثيراً مع أطفال التوحد لأن المخ دائماً ما يكون طبيعي ولا وجود لأي أورم لكن تكمن المشكلة في الموصلات العصبية المسئولة عن جميع الحركات العصبية والسلوكيات لديهم .

وأوضحت د. رحاب حسن أنه ينتج لديهم أساليب غريبة هيسترية ولا يوجد طبياً دواء يستطيع شفاء اضطراب التوحد بل يخفيف من أعراضه فقط ومحاولة تخفيف الحركات التي تؤذيهم جسدياً مثل عض اليدين والدق على الجدار لذلك يتم تقسيم مشاكلهم بشكل شامل ، موضحةً أن عقولهم تعمل في زاوية واحدة فقط بالإضافة إلى أنه من الشائع وجود ذكاء بصري حاد لديهم .

يعتقد الكثير وخاصة المجتمع العربي أن ذوي التوحد يصبحون عباقرة بشكل سريع مثل ما يتم مشاهدته في مسلسلات التلفزيون لكن الحقيقة أن طفولتهم كانت صعبة جداً وتحتاج إلى  تدخل طبي سريع لكي تتم مساعدتهم في إنجاح مهارات الذكاء لديهم ومعرفة كيفية استخدامها ومعرفة مشاكل الأداء البصري والسمعي ومحاولة علاجها وتوظيفها بشكل صحيح .