تعتبر وزارة الصحة والسكان المسؤول الأول في وضع الاستراتيجيات التي تؤمن للمواطن المريض حياة سليمة والتي تستهدف ضمان حقوقه وتمده بالخدمات والأنشطة الصحية التي تيسر عليه حياته ومن بين كل الأمراض يجهل الكثر مدي اهتمام الوزارة بمرض التوحد والتي تقيم العديد من الاستراتيجيات والمراكز التي تدعم تلك الحالات وضمن ذلك أقيم حوار مع المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة حسام عبد الغفار حول المقومات التي تهيئها الوزارة لحالات التوحد .
1- ما المقومات التي يمتلكها القطاع الصحي في مصر للتعامل مع حالات التوحد ؟
القطاع الحكومي لوزارة الصحة ممثل في الأمانة العامة للصحة النفسية تتبعها ٢٤ مستشفي في أنحاء الجمهورية تقدم معظمها خدمة التشخيص والعلاج لمريض التوحد ، كما تقدم ٤ منها (العباسية والمعمورة وأسيوط وسوهاج) خدمات الرعاية النهارية للمريض وهي خدمة متخصصة يقوم بها مقدمو الرعاية الصحية المدربون وتكون في صورة جلسات جماعية وجلسات فردية لكل مريض وقد يحتاج المريض أيضاً لجلسات التكامل الحسي والتي تتطلب العناية الخاصة بكل مريض على حدة .
وقد يحتاج المريض لجلسات يومية أو جلسات أسبوعية أو شهرية مع خطة علاجية يقوم بها الوالدين مع مريض التوحد وذلك تبعاً لتقييم الطبيب للمريض ودرجة الأداء الوظيفي له ، ويوجد بالقطاع الحكومي داخل المستشفيات الجامعية المصرية أيضاً خدمات تشخيص وعلاج لمرض التوحد أما بالنسبة للقطاع الخاص فهناك العديد من المراكز المتخصصة في تأهيل مرضى التوحد وتتميز بالمستوى الجيد والنتائج الملحوظة .
2- ما البروتوكولات التي اتخذتها وزارة الصحة في سبيل علاجهم ؟
وزارة الصحة والسكان تعتمد على البرامج العلاجية المعتمدة دولياً ، وقد قام فريق الأمانة العامة للصحة النفسية بالتعاون مع الجمعية المصرية للتوحد بتطوير برنامج التوحد المصري وقد تم العمل به منذ عام ٢٠١٣ في عيادات الأطفال بمستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان واعتمادها من الخبراء الدوليين وأساتذة الجامعات المصرية كما قام فريق العمل بوحدات الأمانة بترجمة برنامج تدريب الآباء بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة أوتيزم سبيكس وبدء العمل به منذ ٢٠٢٢ فى وحدات التوحد التابعة للأمانة .
3- تم افتتاح مركز علاج لطيف التوحد بمستشفى العباسية من قبل سيادتكم فما الخدمات التي يقدمها المركز ؟
المركز يقدم الخدمات التشخيصية بما فى ذلك التشخيص الإكلينيكي والاختبارات النفسية ووضع الخطط العلاجية والتأهيلية للمصابين باضطراب التوحد ويتم توفير الدواء للاضطرابات المصاحبة مجاناً ، كذلك يقدم المركز تدريبات للأهل لإشراكهم فى تأهيل الطفل كما يقوم بتقديم خدمات الدعم النفسي لمن يقوم برعاية المريض سواء كان من الوالدين أو الأقارب ويقدم الخدمات لمئات المرضى وذويهم شهرياً .
4- ما الوسائل التي تستخدمها الدولة لتوطين المساواة بين ذوي التوحد والمجتمع ؟
التوعية بمرض التوحد وإزالة الوصمة عنه وعن المريض وأسرته يعد من أولويات وزارة الصحة والسكان وقد قام المكتب الإعلامي بالوزارة ببث العديد من المواد العلمية والتوعوية ، كما تم تدريب مقدمي الخدمة في وحدات الرعاية الأولية بالقاهرة على تقديم خدمات الكشف المبكر لمريض التوحد وتثقيف الأهل عن العوامل التي تسبب زيادة في ظهور المرض حتي يتمكن الأهل تجنبها .
كما تقوم الأمانة العامة للصحة النفسية بعقد اجتماعات دورية مع وزارة التربية والتعليم ووزارة التضامن الاجتماعى وتقديم الدعم الفنى لكافة الوزارت والهيئات المعنية لتحسين سبل الدمج المجتمعي .
5- هل يُغطي علاج ذوي التوحد بشكل متساوي في جميع المحافظات ؟
خطة الوزارة أن يتحقق هذا الهدف خلال خمس سنوات ، والمراكز التي تقدم الخدمة حالياً تتواجد في القاهرة والإسكندرية وأسيوط وسوهاج ، والعمل يجري على قدم وساق لإنشاء مراكز جديدة في كل من المنوفية والشرقية والدقهلية ودمياط والمنيا وتتوالى المراحل تباعاً حتى تتم تغطية الجمهورية ، كما ترحب الوزارة بمشاركة المراكز الجامعية والخاصة في المبادرة مع الاتفاق على المعايير الدولية لمثل هذه المراكز والبرامج التي يتم تطبيقها بها .
6- ما سبل العلاج والتقويم المتوفرة لذوي التوحد في مصر ؟
التقييم حالياً يعتمد على المقابلة الإكلينيكية من قبل أطباء نفسيين متخصصين واختبارات نفسية تتم من قبل أخصائيين نفسييين هذه الاختبارات مترجمة ومقننة على البيئة المصرية ونسعي حالياً لتقنين بعض الأدوات التشخيصية الحديثة والمستخدمة فى بعض الدول الأخري .
ويجري حالياً التعاون مع جامعة لويفيل في الولايات المتحدة الأمريكية لإدخال التشخيص بالرنين المغناطيسي ضمن حزمة الخدمات التشخيصية بالمبادرة ، حيث أثبتت الأبحاث كفاءة هذا النوع من الأشعة في اكتشاف الحالات في وقت مبكر جداً قد يمكن الأطباء من بدء العلاج والوقاية من المضاعفات وتحقيق مستوي أفضل للطفل من حيث الأداء الدراسي والاجتماعي .
7- هل يُدرب أخصائي وأطباء مصر بقطاع التدريب علي تأهيل تلك الحالات ؟
جاري التنسيق بين القطاعات التدريبية لتدريب جميع فئات مقدمي الخدمة على الكشف المبكر للاضطرابات النفسية ، وجاري إضافة هذا المقرر إلى برنامج الزمالة المصرية لطب الأسرة ، وقد تم تدريب الرعاية الأولية بمحافظة القاهرة على الكشف المبكر لطيف التوحد بالذات مع بدء التشغيل التجريبي لعدد من وحدات الرعاية الأولية للقيام بدورهم في اكتشاف الحالات وتثقيف الأهل ثم الإحالة لمراكز الرعاية المتخصصة عند الحاجة .
8- هل توجد أساليب لمكافحة مراكز العلاج الهادفة للربح والمستغلة لتلك الحالات ؟
المراكز الطبية تخضع لرقابة وزارة الصحة والسكان من خلال إدارة العلاج الحر والمجلس القومي للصحة النفسية .
9- ما الذي تتضمنه مبادرة رئيس الجمهورية الخاصة بدعم الصحة النفسية والتدخل المبكر لاضطرابات التوحد ؟
المبادرة قائمة على عدة محاور جميعها يدور حول الكشف المبكر والتدخل المبكر ودعم الطفل وذويه ، محور الكشف المبكر من خلال توفير الفحص والاختبارات لجميع الأطفال عند تلقيهم التطعيمات الدورية في وحدات الرعاية الصحية ، وقد تم تدريب العاملين بالوحدات على تثقيف الأهل عن كيفية الوقاية من طيف التوحد وحماية الطفل من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوثه .
وذلك عن طريق توجيهات بسيطة وألعاب للأطفال متوفرة في كل منزل بخامات غير مكلفة ، وذلك مع توفير خدمات المتابعة داخل الوحدات نفسها ، وفي حال اكتشاف أحد اضطرابات طيف التوحد يتم إحالة الطفل للمراكز العلاجية المتخصصة حيث يتم فحصه باختبارات أكثر تخصصية ويتم ضمه لبرنامج علاجي وتأهيلي مكثف يعين المريض على تحقيق أعلى أداء وظيفي يمكنه الوصول إليه .
10- ما نتائج المؤتمر الدولى الثامن للصحة النفسية الذي عُقد بمكتبة الإسكندرية ؟
المؤتمر كان أحد المؤتمرات الدولية لوزارة الصحة والسكان ممثلة في الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان ، والتي تهدف إلى رفع الوعي لدى الجمهور عن المرض وأسبابه وطرق التشخيص والعلاج والتأهيل ، كما تم تبادل الخبرات بين الخبراء الدوليين من الدول الأمريكية والأفريقية والمنظمات الدولية المعنية بالصحة بشكل عام والتوحد بشكل خاص .
كما تم توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة أوتيزم سبيكس الدولية والتي تنسق التواصل الدولي في كل ما يخص طيف التوحد والمرضي والرعاة وجاري العمل على توفير الدعم للمشاريع الخاصة بالتوحد وتدريب مقدمي الخدمة المتخصصين وغير المتخصصين .
كما ظهر في المؤتمر تمثيل لجميع فئات الخبراء والعلماء المعنيين بطيف التوحد ، وقد أثرى المؤتمر وجود لفيف من أساتذة الجامعات المصرية وعدد كبير من أصحاب المراكز الخاصة وغير الحكومية التي تقدم الخدمات لمرضي التوحد ، كما توج المؤتمر بحضور عدد من مرضي التوحد الذين تغلبوا على المرض وأصبح لهم شأن في وظائفهم ومجتمعاتهم .