كتب - وداد طه - رضوي أحمد
يواجه العديد من أباء وأمهات أطفال التوحد صعوبات فى التعامل مع نوبات السلوك العدوانى وتكرار الطفل للكلام بشكل دائم والذي يعتبر شئ مقلق بالنسبة لهم فقد تستمر النوبات لفترات طويلة ويتطور الأمر لحد إيذاء الطفل نفسه وتختلف حدة النوبات من طفل لأخر ، بينما يواجه البعض الأخر حيرة حول تحدث الطفل لنفسه وهل يتعلق ذلك بالتوحد بشكل أساسي .
علاج ترديد طفل الطيف
وفي إطار ذلك قالت د. مها نايف ، أخصائية اضطراب التوحد ، إن الإيكولاليا أو المصاداة أو ترديد (تكرار الكلام) هو اضطراب في عملية التواصل ، ويظهر بسبب حصول تكرار الكلام بعد سماعه مباشرة أو بعد وقت قصير أو طويل مثل أيام أو أسابيع أو أشهر
وأشارت "نايف" إلي أن علاج ترديد الكلام ينقسم إلي ثلاثة طرق ، الأولي هي تلقين الطفل الإجابة عن طريق الٱذن وينبغي أثناء ذلك القيام بتغيير نبرة صوت الإجابة بحيث تكون مختلفة عن نبرة صوت السؤال وهذا مهم للغاية حتي يفهم الطفل الفرق بين السؤال والإجابة .
وأكملت د. مها أن الطريقة الثانية هي النمذجة عن طريق الإجابة على السؤال من شخص أخر وفي هذه الطريقة يمكن أن ندخل طريقة نعم أو لا حتي يفهم الطفل ويعرف أن ليس شرطاً أن تكون الإجابة هي اسم الشئ الذي تحمله بيديك وأن الإجابة هنا تختلف علي حسب السؤال وهذا أيضاً هام للغاية في علاج الإيكولاليا .
وأشارت د. مها إلي أن الطريقة الثالثة والأخيرة تعالج الإطالة وتعتبر مستخدمه بكثرة لأن الطفل الذي يعاني من إيكولاليا يكرر أخر كلمة يسمعها والطريقة هي أنه يُطرح السؤال علي الطفل ثم القيام بالإجابة عليه سريعاً بحيث لا يستطيع الإلحاق بتكرار السؤال بالإضافة أنه أثناء قول الإجابة يجب القيام بتمديد الكلمة .
أسباب تكرار الكلام
وأوضحت د. فوزية السيد ، أخصائية نطق وتنمية المهارات ، أن ذلك يعود بسبب قله التواصل عند أطفال التوحد والذي ينشئ عالم أخر خاص به ويركز فيه فقط والتعامل مع تلك الحالات تكون عن طريق إدخاله إلي عالمنا أو الدخول معه في حوار في عالمه الخاص به فلا نتركه وحيداً ونتحدث معه ونجعله يتجاوب معنا .
استراتيجيات علاج العنف
بينما قالت أسماء السيد ، أخصائية التطبيق السلوكي ، إن الانفعالات يرجع سببها إلي أن الطفل لديه اضطراب نمائي والذي أثر علي نموه فأصبح متأخراً بالإضافة إلي عدم تأهيل الطفل بطريقة صحيحة والذي يزيد من حدة الاضطراب ، فالطفل لا يكون قادراً علي التعبير عن شعوره فيصدره في شكل عنف ، والعنف عموماً لدي أطفال التوحد له أسباب كثيرة تتوقف حسب حالة الطفل نفسها وحسب شدة الاضطراب .
وأوضحت "السيد" أنه يوجد عدة طرق استراتيجية لتعديل السلوك العدواني لدي أطفال طيف التوحد مثل استراتيجية الكف وهي أن نكُف عن السلوك إذا كان مؤذي له ولمن حوله بطريقة خطر ، أو أن نقوم بعمل ممارسة سلبية ونقوم بفعل السلوك فيقف وينظر ويلتفت إليهم ويبدأون نكفة ويمتنع ويحدث تجاهل لفترة معينة .
حيث أن كل ما يفعله هو السلوك أو التعبير الناتج عن رفضه لشئ ما وهم يقومون باستخدام عدة استراتيجيات لكي يحدون من السلوك العدواني ، مشيرةً إلي أن أهم شئ في سلوكيات أطفال التوحد هو تفسيرها وما سببها لكي تعالج وإذا تم الوصول للسبب لن يفعل الطفل السلوك العدواني ويكون التعبير لدي تلك الأطفال هو الرفض والضيق والقلق دائماً لذلك يجب احتواءهم وفهم ما يفكرون به .
وأشارت أخصائية التطبيق السلوكي إلي أن تعامل الأسرة في المنزل هي الداعم الأول للطفل ولكن يلزم أن يكون معاها مختص في المجال لأن أسر المصاب يعانون من ضغط كبير من المجتمع الخارجي وبالتالي يؤدي هذا الضغط إلي أفعال تجاه مصاب التوحد مثل الضرب والتعنيف ، فيجب أن تتلقي دائماً التوجيه لتتعامل مع السلوكيات أياً كانت تعبيري أو حسي ودفعها بالمعززات الإيجابية حتي تعبر بطفلها للطريق الصحيح والأفضل له .
التحدث للنفس والاضطراب النفسي
وأكدت د. نادية خالد ، أخصائية اضطراب التوحد ، أنه لا نستطيع القول بأن الطفل لديه اضطراب توحد لمجرد أنه يحدث نفسه حيث يوجد سمات وخصائص عديدة للغاية خاصة باضطراب طيف التوحد ، ويجب أن يكون لدي الطفل علي الأقل من 7 أو8 سمات من هذه السمات حتي يتم التأكد من التشخيص المبدئي بأن الطفل مصاب باضطراب التوحد .
ثم بعد ذلك يتم إرسال الطفل وعمل مقياس جيليام 3 له أو كارتز للحصول علي نسبة وشدة الاضطراب عند الطفل سواء توحد شديد أو متوسط أو بسيط ، فلا نستطيع القول أن الطفل الذي يتحدث إلي نفسه فقط هو من المصابين بالتوحد فيمكن أن يكون لديه اضطراب نفسي أدي لحدوث تلك الحالة لكن إن وجدت سمات أخري مع تلك الصفة حينها يمكن القول بأن لدي ذلك الطفل اضطراب طيف التوحد