بصمة طيف

كسر عزلة فتاة طيف التوحد

كتب - مودة صبري - مصطفي صلاح

يوجد العديد من أطفال طيف التوحد في أنحاء مصر منهم الطفلة " ك" بمنطقه فيصل وهي بالصف الثالث الإبتدائي وجهها نحيف وملامحها رقيقة ، و منذ ولادتها حتي عامها الثالث لم تتحدث "ك" مثل باقي الأطفال الذين من حولها ، وكانت مميزة وجميلة جداً .

اكتشفت الأم بأن ابنتها "ك" مصابه بإضطراب طيف التوحد في السن الثالث من عمرها حيث كانت تفعل أشياء غريبة مثل اللعب بأصابعها تحت الماء عند غسل يديها و لا يوجد تفاعل اجتماعي عندها لاحظت الموضوع الأكبر عندما وضعت ابنتها يديها علي أذنها في إحدي أفراح عائلتها عند الاستماع للأغاني فأخذتها للطبيب لاستكشاف حالتها لتتفاجأ بأنه لديها اضطراب طيف التوحد .

واجهت والدة "ك" الكثير من أشكال المعاناة مع ابنتها لتقسوا الحياة علي ابنتها فهي لا تُبدي أي تفاعل اجتماعي مع المعلمين و هناك الكثير من المشاكل من معلمينها ، واضطرت أمها لعدم الذهاب إلي الأماكن التي بها ضوضاء لكي لا تُأذي ابنتها بالإضافة لخوف "ك" من التصوير ورفضها الدائم لإلتقاط صورة مع أحد أفراد عائلتها .

إلا أن الأم المتألمة تتبادل المعلومات والتفاعل مع ابنتها في المنزل وتعلمها مهارات جديدة لتُحسن من حالتها لكن لا يوجد اختلاف جديد يذكر بل يزيد الوضع سوءاً فعند وضع جزء من المال بجانبها وتتحدث معها بعد بضع دقائق للسؤال عن المال لا تجيب ويظل المال بجانبها لكن عقلها يوجد به تشتت دائم لذلك لا تستجيب معها .

وأوضحت والدة الطفلة "ك" أنها واجهت الصراع الشديد بينها و بين ابنتها بسبب جلوسها الدائم بمفردها بالرغم من نشاطها في عمل المنزل وفي ترتيب الملابس بغرفتها ، مكملةً أن ابنتها وجدت رياضة اليوجا ملجأها الوحيد لأنها الرياضة الوحيدة التي تتناسب مع حالتها فتأتي إليها معلمة اليوجا ، وتتذكر سريعاً المعلومات الدراسية وتتفوق دائماً في المراحل التعليمية وتصنف من ضمن الأوائل علي فصلها .

 إلا أن الحزن الشديد سيطر علي والدتها التي حُرمت من عدم استجابة ابنتها معها في العديد من المرات عبر السنين والطفلة قليلة التحدث معها بالإضافة لفعلها أشياء غريبة في المنزل كالجري به والهرجلة وتلعب بمفردها كثيراً وتترك أخواتها البنات يلعبون بمفردهم كذلك وينتشر الحزن الشديد بداخل الأم من رؤية ابنتها وحيدة .

وبعد عدة سنوات من المتابعة مع دكتور أخصائي بدأت "ك" محاولة إحداث تفاعل مع المجتمع خلال الست أشهر الماضيين ، ولديها مهاراتها مثل مهارة الفنون علي الجدران وفنون رسم الأشخاص وتشجعها والدتها دائماً وتساعدها في اختيار الألوان ودمجها ، و بدأت تتحدث مع الأشخاص بعدما أخذت دواء للتشتت و fluvoxamine .

ولكن حالتها تحسنت بعد عدة سنوات لكن تفاعلها الاجتماعي يتحسن أحياناً وليس دائماً ومع مرور الوقت بدأت الطفلة "ك" تستمع لحديث أهلها بتركيز في بعض الأوقات ، وفي النهاية الطفلة "ك" بعد استمرارها علي علاج التشتت ومتابعة الأطباء في علاجها لمدة سنة تأقلمت مع أشخاص في سنها وتتتحدث معهم وبعدما كانت تنزعج من صوت العزف بدأت في العزف علي آلة موسيقية وهي العود