بصمة طيف

“أم ورد” .. صعاب التوحد يتخلله أمل الحياة

كتب : شدن علاء

لم تكتمل فرحتها أكثر من ثلاثة أعوام، هدى فتاة تبلغ من العمر واحد وثلاثين عاماً ، تزوجت في سن صغير وانتقلت من محافظة الإسكندرية إلي القاهرة بحي العجوزة لتستقر مع زوجها ، تحكي هدي بعد عامين من زواجها والإلحاح الشديد لله عز وجل بأن يرزقها بالذرية الصالحة أنجبت أول مولودة "ورد" وسميت بهذا الاسم لشدة جمالها ورقتها .

اكتشفت هدى إصابة طفلتها بالتوحد في عمر العام ونصف حيث كان يكمن بداخلها شك حول عدم قدرة طفلتها علي السمع وعزمت علي أخضاعها للفحص بأحد مستشفيات العجوزة وكانت النتيجة سليمة ولكن عندما ذكرت هدى عدم قدرة الطفلة على التفاعل معهم وأغلب الوقت تشعر أنها في عالم أخر ولا تلعب كباقي أقرانها تم تحويلها إلي دكتور تخاطب لتشخيصها بأن لديها بعض سمات التوحد .

وانهارت الأم عندما علمت بحالة ابنتها ودخلت بحالة اكتئاب حاد وابتعدت عن الطفلة فترة لعدم قدرتها علي تقبل هذا المرض والسلوك ، وسرعان ما ساعدتها أختها بمرض ورد حيث بادرت بالمساعدة لتخفيف ثقل الحمل من علي شقيقتها .

وقررت هدي عرض ورد على طبيب أخر لتجد أثبات وتشخيص دقيق للحالة وعندما أكد الأخصائي النفسي إصابتها بطيف التوحد سلمت هدي أمرها لله وباشرت في التدخل المبكر حيث أدخلتها جلسات العلاج الوظيفي مع متابعة حالتها بصورة مستمرة .

وبينت هدي أنه عندما علم زوجها بإصابة الطفلة واحتياجها لكثير من الجلسات وأن ذلك سيكلفه عبء علي دخله الشهري تركهم ، حينها قررت توزيع مسؤولياتها بين العمل والبيت وتوفير حصة من الوقت لرعاية ابنتها بشكل متكامل ودعم هواياتها .

وعبرت هدي بمشاعرة أمومتها الفياضة : «حلمي أن تدمج مجتمعياً وتتعزز سلوكياتها الإيجابية ومهاراتها ، فهي تهوى الرسم علي الجدران والعزف علي البيانو وتَقصد النادي لممارسة هواياتها كما تمتلك مهارة إعادة تركيب أي لعبة ، آمُل أن تكون ابنتي بخير وأن تردّد كلمة ماما لأشعر بثمار تعبي" .

وتسعى هدي إلى توفير العلاج المناسب الذي يحسن من حالة ورد باحثةً عن أي أمل يجعل ابنتها في حالة أفضل ، وبعد مرور أعوام كثيرة من الإحباط والتعاسة سافرت خلالها هدي أكثر من دولة لعلاج ورد تحسنت إلي حد ما وحصلت علي شهادة الثانوية العامة .