كتب - مودة صبري - فاطمة الزهراء محمد
يساق لدي الكثير من أطفال التوحد كل ما يؤدي إلى إيذاء أنفسهم والأخرين لأن مشاعرهم المخلوط بحرمان بيئي شديد نتيجة تصرفات الأهل يؤدي لضغط عصبي مما يجعل الطفل الذي ما إن اختلفت موازينه والتي لا يفقه كيف يعبر عنها أو يتحكم بها يخرج شعوره علي هيئة غضب مكبوت مُؤذياً لنفسه ومن حوله .
وقالت الدكتورة هند محمد ، متخصصة في حالات التوحد ، أن السبب في نوبة الغضب عند ذوي التوحد مجهول حتي الأن والذي توصلنا له أنه يوجد لديهم اضطرابات حسية قوية بالإضافة أن الجمعية الأمريكية تقوم بإصدار تقرير كل عام وتنشر التطورات والتي توضح أن سبب الغضب لدي ذوي التوحد هو المشاكل الحسية .
وأوضحت "محمد" أنه يري العالم بطريقة مختلفة ويشعر أحياناً بألم عدم قدرته عن التعبير عن احتياجاته الأساسية فيؤدي ذلك لاستخدامه العنف ويدخل في نوبات غضب حادة ، مشيرةً إلي أن نوبات الغضب في الأغلب تكون سلبية ويظهر لديهم مشكلة في السلوك من حيث عدم التوافق مع المجتمع بشكل صحيح .
وأكدت د.هند أنه من ضمن الأمور التي تظهر عدم قدرتهم علي التعامل مع المجتمع هي وسائل التعبير الغير صحيحة عن الغضب فيمكن أن يضرب نفسه ويصرخ أمام الناس بسبب شعورة بالضغط المجتمعي وهذا سلوك غير توافقي ، مؤكدة أنهم يعلمون ذوي التوحد بأشكال متعددة عبر استراتيجيات متنوعة لتعديل سلوكهم بشكل يتوافق مع المجتمع .
وأشارت "محمد" إلي أن كل طفل توحد يحتاج لأسلوب تعامل مختلف حيث أن هناك من يتم تجاهله عند قيامه بتصرف خاطئ حتي يدرك خطأه وطفل أخر يحتاج إلي طريقة إبدال طلبه وعند بكاءه للحصول علي غرض يقومون بتبديله بغرض أخر فكل طفل لديه طريقة لتقويمه وتعليمه ، موضحةً أنه لا يوجد دواء لإبطال نوبات الغضب لا يوجد سوي أدوية المهدئات التي تساعد طفل التوحد علي تقليل فرط الحركة وعصبيته الزائدة .
وقال محمد عادل عثمان ، أخصائي نفسي ، أن التوحد لا يوجد له سبب محدد موثق معروفة فمن الممكن أن تكون أسبابه متعلقة بالجوانب الحسية مثل الأصوات العالية واستخدام العنف ، ويجب مساعدة طفل التوحد علي الإتجاه للسلوك الصحيح ويبتعد عن نوبة الغضب السلبية من خلال تنظيم السلوكيات الغير مرغوبة والتحكم فيها .
بينما قالت والدة الطفل مالك أحمد أنها اكتشفت إصابة ولدها بالتوحد من الدرجة الثالثة في سن الرابعة وحالياً هو في سن السابعة ولديه كذلك إعاقة ذهنية فلا يستطيع التفرقة بعقله بين العديد من الأمور والتفسيرها وهذا بناءاً على الفحص المغناطيسي ورسم المخ ، وتمت ملاحظة الأعراض عليه سلوكياً عندما قامت والدته بالشرح للطبيب أنه غير مُتأثر اجتماعياً ولا يتفاعل بتاتاً ولكن مع جلسات التأهيل والتخاطب مع عدد من الأخصائين ومنهم الدكتورة هند محمد .
بدأت سلوكياته وتصرفاته المثيرة نوعاً ما تتحسن وخاصة نوبات التشنج والغضب التي لا يستطيع أن يعبر عنها ، ويصل الأمر للتكسير فهو عنيد غير متفهم لما يدور من حوله وبكاءه حاد ولكن مع تحسين المهارات وإخراج هذا الغضب وتحسن الذاكرة دخل في حالة من التطور والتحسن