كتب : مودة صبري - شدن علاء - مصطفى صلاح
بداخل أحد شوارع حي المعادي قست الحياة علي الطفلة مريم منذ مرحلة طفولتها حتي الآن ، رغم بلوغها سن السابع عشر من عمرها لكن معاناتها مع اضطراب التوحد لم تتوقف منذ عامها الرابع ، واجهه أهلها الكثير من الصعوبات عندما كانت مريم تدرس في المدرسة الحسينية في حي العمرانية فهي لا تبدي أي تفاعل اجتماعي مع المعلمين و تواجه عائلتها الكثير من الشكاوي من المدرسة نتيجة لعدم تفاعلها .
إلا أن الأم المتألمة لم تشكُ من ابنتها قط وأخذت الأم تفصحها عند الكثير من الأطباء الأستشاريين المتخصصين في عمل وظائف المخ و أعصاب و تم اكتشاف الخلل الحادث لمريم بعد طول انتظار من قبل الطبيبة رحاب حسن المتخصصة في حالات التوحد ، وتشخصت حالتها بعد بحث كثير عند سن الحادية عشر ، وجدت حينها أن مريم تعاني من طيف التوحد بالدرجة الأولى .
وأوضحت والدة مريم أنها واجهت في يوم الصراع الشديد القائم بين ابنتها ومن حولها ولم تعد رائحتها تعم أرجاء المنزل لأنهم تركوها في مركز اليسر المتخصص بحالات التوحد بشكل دائم حتي تتأقلم علي الحياة ويعملون دائماً علي زيارتها حتي لا تشعر بالوحدة .
و أكملت والدة مريم بحزن يعم أوتار صوتها أن ابنتها حرمت من الذهاب للمدرسة وتذهب فقط إلي الامتحانات فقط بالرغم أن ابنتها متفوقة دراسياً وعقليا إلا أنها لا تحدث أي استجابة تفاعلية وتتميز يديها الصغيرتين في رسم الأشخاص ببراعة منذ الحادية عشر من عمرها .
وجدت الرسم ملجأها فتعلمته بسهولة وكذلك تهوي مشاهد قنوات التعليم باليوتيوب بجانب تعليم معلمتها لها لم تتوقف إنجازاتها هنا فهي من الأوائل علي فصلها و حافظة لكتاب الله الذي ختمته مرتين علي التوالي إلا أن الحزن الشديد سيطر علي والدة مريم التي حُرمت من رؤية طفلتها كباقي الأطفال تلعب بجوارها .
يسارع أهلها بحياتهم اليومية في الصباح يتواجد العمل وعندما يأتي الليل يلقوا نظرة علي إبنتهم مرتين في الأسبوع و يتخلل الأب بداخله الكثير من الهموم في الأيام التي حرموا من رؤيتها فيها ساعياً في محاولة رجوع ابنته إلي المنزل لتعيش الأسرة كاملة بدون نقص فرد من العائلة .
و بعد عدة سنوات من العلاج الطبي بدأت ملامح الأمل تفيض في مريم التي بدأت في التفاعل اجتماعياً مع العالم الخارجي والتي كانت تجهل أسرتها ولا تتعرف عليهم ، وحققت مريم المركز الأول برياضة السباحة بنادي كلية التربية الرياضية بعد ظهور موهبتها بالسباحة التي توجتها بالعديد من المدليات الذهبية .
ولكنها قررت الانتقال بحثاً عن إنجاز أخر في فنون الرسم و مع مرور الوقت سوف تسعي مريم إلي دخول مسابقات في رسم الأشخاص و الرسم علي الفخار لتمتلئ خزانتها بالجوائز التي حازت بها رغم صعوبات وإعاقات طيف التوحد