نقطة الصفر

الجينات الوراثية سبب رئيسي لتشتت ذوي التوحد

كتب - فاطمة الزهراء محمد - مصطفي صلاح

تضع المتلازمة الأطباء في تحدي كبير نظراً لما تؤثر به المتلازمة علي الأطفال فتعرضهم لنقص في الناقلات العصبية وتعب شديد في المخ يجعلهم غير قادرين على التواصل بشكل فعال مما يجعلهم يعيشون في عالم الخيال الذي يغيب فيه الطفل عن عالمه الحقيقي ويضعف التشتت مهاراتهم على المستوي اللغوي والسلوكي ويضعف تركيزهم ، وتفقد الأسرة رؤية الطفل طبيعياً مثل باقي الأطفال في عمره .

 

أسباب تشتت ذوي التوحد

وقالت غادة راشد ، دكتورة متخصصة فى حالات التوحد بمركز بلو كاستيل ، إن التشتت الناتج عن فرط الحركة شديد وسبب ذلك التشتت يرجع إلي معاناة هؤلاء الأطفال من مشاكل في الجوانب البصرية والحسية ، مشيرةً أن تعرض هؤلاء الأطفال لشاشات التليفزيون بصورة كبيرة أو الهاتف سبب أساسي في التشتت وكذلك نوعية الطعام الخاصة بالطفل المعروضة عليه ، ومكسبات الألوان فهي تُضر بصحة الطفل ويؤدي ذلك لحدوث نشاط مفرط وتشتت واندفاعية وعدم التركيز .

وأشارت "راشد" إلي أن طيف التوحد يعتبر خلل عصبي في خلايا ووظائف المخ وليس هرموني ، و لدي ذوي التوحد اضطراب ومشكلة في مركز الهيمنة وتوصيل المثيرات في الناقلات العصبية فيخرج استجابات غير صحيحة وهذا يؤثر علي التوصيل بشكل فعال .

وأوضحت د. غادة راشد أن التصرفات الدالة علي ذلك هي الضحك بصورة هيسترية والحركة الكثيرة وينتج ذلك عن الاضطرابات الحسية الحركية ، وأن طفل التوحد يعيش في عالم شارد لأن كل الاستجابات مغلوطة فلا يفهم أحد شعورهم المشوش .

 

عالم أطياف التوحد

وأضافت "راشد" أن عالم أطفال التوحد عالم خاص بهم واصفة له أنه صعب للغاية ولا يمكن فهمه ، فالشخص الطبيعي يستطيع أن ينتقي الصوت الذي يستمع إليه ويفهم إشاراته ويركز به علي عكس طفل التوحد الذي لا يستطيع فعل ذلك لأنه في عالم يسمع الأصوات فيه مرة واحدة ، ومعظم أطفال التوحد توجد لديهم مشاكل في الحاسة السمعية كفرط في الاستجابة السمعية أو نقص في الاستجابة السمعية أو تجنب سمعي .  

وقالت "راشد" أنها تهتم بالطفل "م" وكان مدركاً أن المدربة تعلمه حينها أن الضحك يزعجها ، موضحةً أن الطفل لديه إدراك وذكاء يستخدمه في المواقف مثل الهروب من شئ أوعدم المشي أمام السيارة أو الخوف من النار ، ويتم تعليمهم تلك الأشياء لأن طفل التوحد يفتقدها .

أما الطفل الطبيعي من الممكن أن يكون نسبة ذكاءه مرتفعة وإذا أهمل ولي الأمر طفله فسوف تنخفض النسبة والعكس صحيح فالأطفال منخفضي نسب الذكاء إذا تلقوا الاهتمام اللازم ونُميت مهاراتهم سترتفع النسبة .

وأشارت حياة البربري ، دكتورة متخصصة في علاج التوحد ، إلي أن التشتت عند طفل التوحد يكون منعزلاً عن العالم وناتج عن فرط الحركة ، و فكرة انتباه الطفل للأشياء بشكل مختلف ففي إحدى الجلسات الخاصة بالعلاج حاولت بعث إشارة إلى طفل التوحد أنه هناك سيارة تسير في الشارع فيركز على حركة العجلات وتصبح مركز بصره إلى نهاية الجلسة لا يحيد عنها انتباهه ، ومؤكدة أن الصوت المعتاد الهادئ قد يكون مرتفعاً بالنسبة لطفل التوحد .

وأكملت "البربري" أن التوحد يعد من اضطرابات التطور العصبي والتي يمكن أن تؤثر في اكتساب المهارات أو المعلومات ، وأنه هناك أدلة متزايدة على أن الناس الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد لديهم خلل في نظام هرمون السيروتونين ، مشيرة أن مستوي الذكاء عند طفل التوحد يكون بنسب مختلفة في كل المراحل العمرية ، ويرتكز عملها علي رصد المشكلات الحسية والبصرية وعلاجها خلال جلسات العلاج .

كما أوضحت كلتا الطبيبتين أن مستوي الذكاء عند طفل التوحد تكون بنسب مختلفة وأن أطفال التوحد لديهم مستوى قريب من الطفل الطبيعي ويلاحظ ذلك من قدراتهم الفردية المختلفة عن الأخرين وأيضاً التي تكون بين هؤلاء الأطفال ، مؤكدة أن أطفال التوحد لا يستطيعون تعلم شيء بمفردهم ويعلمهم المختصين والخبراء في التأهيل من خلال التدريبات والبرامج التعليمية مثل  البازل و الرسم و التلوين .

 

جينات وراثية تسبب التشتت

وقال ربيع إسماعيل ، دكتور متخصص بحالات التوحد والتخاطب ، إن سبب التشتت الذي يعاني منه أطفال التوحد يرجع إلي أسباب جينية و وراثية وأيضاً لنقص هرمون الدوبامين ، مشيراً أن الشائع علمياً يرجح أن طيف التوحد يرجع لخلل هرموني ولكن لم يكتشف سبب التوحد حتي الأن .

و أضاف "إسماعيل" أن طفل التوحيد يعيش في عالم منفصل عن العالم الخارجي الذي حوله ويطلق عليه "عالم الطفل التوحدي" وهو عالم منفصل عن الواقع يعيش فيه ، منغمراً في مجموعة من السلوكيات النمطية ، وأوضح أن بعض أطفال التوحد مستويات ذكاءهم عالية والبعض الأخر مستويات ذكاءهم منخفضة نتيجة الإعاقة العقلية الحاصلة لهم .

وأكد الدكتور ربيع إسماعيل أن أطفال التوحد ذوي الذكاء العالي يتم ملاحظتهم من خلال الحفظ الجيد للمعلومات دون التكرار وإنجاز المهام العقلية بسرعة التي تحتاج لوقت كبير فالبعض يكون بارعاً في حفظ القرآن والبعض الأخر في إلقاء الشعر وبعضهم يتفوق في العلوم وقد يكون طبيباً متميزاً في المستقبل ، وعندما يستغل قدراته في مجال معين يتفوق فيه فهو لديه قدرة علي تحليل وإدراك التفاصيل أكثر من غيره .

ويتم اكتشاف ذلك عن طريق الأنشطة المدرسية التي تقام مع أطفال التوحد فهي تزيد من قوة الانتباه والتركيز مثل ألعاب البازل والألعاب الموسيقية والتلوين ، خاصةً لعبة الكروت التي تساعدهم علي إدراك الاختلافات وزيادة الحصيلة المعرفية لديهم وزيادة معرفتهم بالواقع بصورة حسية ، وبعض أطفال التوحد ذوي الدرجة المنخفضة فقط يستطيعون التأقلم مع طيف التوحد ويجب تدريبهم علي تنفيذ الأوامر المختلفة وأن يكون الشخص الذي يتعامل معهم ذو شخصية قوية عليهم .