زي المسطرة

إهمال الأسر وإنعزال أطفال الطيف حول الشاشات الإلكترونية

كتب - سارة محمد - ياسمين عبد الفتاح

تزيد الشائعات يومياً حول اضطراب طيف التوحد بينما لا يوجد علاج له بشكل رسمي تباينت أسباب الإصابة بهذا الاضطراب فالبعض يظن أنها عوامل جينية والأخر يشكك أنه بسبب إهمال الأسر في أولي أعوام أطفالهم حيث يسمحون لهم بمشاهدة شاشات التلفزيون دون مبالاة لخطر جلوسهم وإنعزالهم عن المجتمع المحيط بهم في ظل إهمال الوعي الذاتي للأسر بطيف التوحد .

شاشات التليفزيون ليست سبباً للتوحد

قالت ريهام توفيق ، أخصائية إعاقة عقلية بقرية كفر صراوة في محافظة المنوفية ، إنه يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد عن طريق القيام بفحوصات للمخ والجسم للإطلاع علي أي أمراض والسجل المرضي للطفل بالإضافة لعمل مقابلات شخصية مع الأهل ومقدمي الرعاية للطفل وبالتأكيد مقابلة مع الطفل لرصد وملاحظة سلوك الطفل ويجب أن يخضع لاختبارت ذكاء واختبارات نمائية واجتماعية وكل ذلك لتحديد درجة المرض والنسبة من الاختبارات وبعد ذلك يتم وضع خطة علاجية أو تأهيل ليندمج الطفل المصاب بالتوحد مع الأطفال الأخرين .

شاشات التليفزيون ليست سبباً للتوحد

وأوضحت أخصائية الإعاقة العقلية أن الجلوس أمام التلفزيون والتصوير بكثرة يسبب حالة نفسية بالفعل ويسبب الإنعزال عن الواقع وحالة حرمان بيئى لكن ليس شرطاً أن تسبب حالة توحد أبداً بمعني أن الطفل قبل الثلاث سنوات يمكن أن يصاب بالتوحد من كثرة الجلوس قدام التليفزيون لكن بعد الثلاث سنين يبقى هذا حرمان بيئي يحتاج الطفل أن يتفاعل مع المجتمع أكثر للخروج من حالة الإنطوائية والعزلة .

شاشات التليفزيون ليست سبباً للتوحد

الحرمان البيئي والتوحد ليسا وجهان لعملة واحدة

وأكملت "توفيق" أن اضطراب طيف التوحد يكون نتيجة لخلل في وظائف الدماغ ويأثر ذلك على سلوك المصاب وتفاعله مع المجتمع وليس له علاج ولكن مع مزاولة الأخصائيين أو الأطباء المتخصصين يتم القيام بعملية تأهيل ليتأقلم المصاب مع المجتمع المحيط به ويكون أقرب للسلوك الطبيعي أو على الأقل يعرف يهتم بشؤونه الخاصة ويهتم بعنايته الذاتية من غير مساعدة أحد .

أما الحرمان البيئي يكون نتيجة لقلة التعاملات مع الناس ويسبب ضعف في التواصل البصري وصعوبة التعامل بشكل طبيعي في التجمعات ولكن مع الخروج لأرض الواقع والتفاعل مع الناس بكثرة يقل الحرمان البيئي فيمكن علاجه عكس طيف التوحد .

بينما أشار د.محمود الشريف ، أخصائي الصحة النفسية والتربية الخاصة في مركز تواصل لتنمية قدرات الطفل ، إلي أن مكان وأسلوب نشأة الطفل يعد من العوامل المهمة لأن الأسرة والبيئة المحيطة هي من تشكل السلوك ويختلف كل طفل عن الأخر في طريقة التعامل ولا يجوز التعميم في طريقة التعامل مع كل أطفال التوحد لأن بيئة كل طفل تختلف ويجب دراسة السلوك جيداً حتي يسهل التعامل مع الحالة بأنسب أسلوب لها

اضطرابات ناتجة عن مشاهدة التليفزيون

وأوضح "الشريف" أن بعض النظريات أثبتت أن المحفزات من أسباب التوحد مثل الجينات الوراثية ولكن لم تثبت بشكل علمِي وأكيد حتي الأن ، قائلاً أن هناك محفزات بيئية مثل التلفزيون والسوشيال ميديا تزيد الموضوع سوءاً وتمنع التواصل خاصة أن طفل التوحد لديه مشكلة كبيرة في التواصل وعندما يتعرض لمثل هذه الأشياء يصبح الأمر أكثر صعوبة ، وأضاف أن جلوس الطفل أمام الشاشات تدفعه لعدم التواصل وليس سبباً في التوحد بشكل أساسي وبشكل مطلق ، مشيراً إلي أن معالجة العادات السلبية كمشاهدة شاشات التليفزيون بكثرة للأطفال المصابين بطيف التوحد يمكن أن يساعدهم قليلاً في مسألة التواصل الإجتماعي والتفاعل البصري .

وقال الدكتور عبد الحميد مدكور ، أخصائي توحد ومدرب تنمية مهارات وتعديل سلوك ، أن مشاهدة شاشات التليفزيون يمكن أن تؤدي لحدوث اضطرابات في النطق يبدأ بفقد المخارج الصوتية للحروف إلي فقد الكثير من معاني اللغة نتيجة المشاهدة الخاطئة والاختيار العشوائي للمحتوي بالإضافة للتشتت الناتج والانفعال الزائد وعدم إطاعة الأوامر وضعف التواصل البصري .

لذلك أشار "مدكور" إلي أنه يجب حماية الطفل خاصة المصاب بالتوحد من تلك المؤثرات السلبية التي تزيد الحالة سوءاً واستخدامها بشكل يساعد الطفل كإسماعه فيديوهات تعليمية خاصة تساعد الأشخاص المصابين بذلك الاضطراب .

وأوضح الدكتور عبد الحميد مدكور أن مشاهدة التلفزيون يطلق عليها اتصال من جهة واحدة ولا يحدث تفاعل بين الطفل و الشاشة مما يؤدي إلي ضعف التواصل الاجتماعي لديه وبالتالي يحدث خلل في حواس الطفل الإدراكية الخاصة بفهم الأحداث الدائرة من حوله وتتراجع التفاعلات الحسية واللفظية والبصرية بشكل كبير ويحدث له إنعزال مجتمعي فيمكن أن يؤثر التليفزيون والتصوير في الأعمار الصغيرة بشكل سلبي ولكن لا يعتبر ذلك اضطراب طيف توحد .