كتب - وداد طه - رضوي أحمد
تحتار الأسر التي لديها أطفال ذوي طيف التوحد من الطرق الغذائية الملائمة لحالة طفلها خاصة في مرحلة النمو والتكوين وفي ظل عدم إنصياع الأطفال لأوامر الأمهات تلجأ الأمهات لتلبيه رغباتهم التي تؤدي بهم لطريق مسدود مليئ بالأمراض كالسمنة و سوء التغذية والتي تضر بصحتهم بشكل كبير وتضعف قدراتهم الاستيعابية والحركية لذلك من المهم معرفة البرامج الغذائية لأطفال الطيف .
العناصر الغذائية الرئيسية
قال د. أحمد فخري ، استشاري التغذية العلاجية وأستاذ الفسيولوجي بجامعة الأزهر ، إن الحمية الغذائية لاضطراب طيف التوحد تعد محور مهم في بناء جسم صحي خاصة إذا كانت تحتوي علي عناصر غذائية متوازنة يومياً مثل الكربوهيدرات والدهون والمعادن والفيتامينات التي تحتاجها أجسامهم ، مؤكداً علي أن العادات الغذائية الصحية يمكن أن تساهم في تخفيف أعراض التوحد من خلال تقسم الوجبات لأقسام صغيرة تحتوي علي كل العناصر الغذائية .
وأشار استشاري التغذية العلاجية وأستاذ الفسيولوجي إلي أن طفل التوحد يميل للأطباق ذات الألوان الجذابة لذلك يفضل الاهتمام بأطباق السلطة والتي تحتوي علي جميع الخضراوات من ألوانها مختلفة وفيتامينات ومعادن هائلة مثل الفلفل الأخضر والجرجير والطماطم وغيرهم ، قائلاً أن الفواكة أيضاً يمكن أن تلعب دور في تحسين التركيز والنوم الهادئ مثل الفراولة والبرتقال والكيوي والجوافة والكمثري والموز نظراً لما تحتوي عليه من سكريات صحية .
بينما قالت د. غادة الشربيني الزيني ، أخصائية تغذية علاجية وتغذية أطفال ، إن طفل التوحد يحتاج إلي سبع عناصر غذائية وهم النشويات والخضراوات واللحوم والألبان والفواكة والبقوليات والدهون الصحية ، مشيرة إلي أنه في حالة وجود أي تحسس من عنصر معين مثل الفروالة أوالحليب يتم تبديله بآخر خالي من اللاكتوز أو إعادة تشكيلة في وجبات ومشروبات أخري .
وأشارت أخصائية التغذية العلاجية وتغذية الأطفال إلي أن الأغذية المصرح بها لمصابي التوحد هي السبع عناصر الغذائية التي يجب أن تكون موجودة في يومه من أجل التركيز ، النمو ، المناعة ، ويتم التعامل معه تغذائياً مثل الطفل العادي للحفاظ علي النمو لديه بشكل طبيعي إلا لو وجد عنصر معين لديه حساسية منه ويفترض أن هذا يكون حسب التحاليل مع الطبيب المعالج .
فيتامينات أطفال الطيف
وأوضح "فخري" أن هناك أيضاً بعض الفيتامينات المهمة والتي يمكن أن يتناولها مصاب التوحد مثل فيتامين "ب" كمنشط للدورة الدموية والذي يزيد ضخ الدم في العصب المنبة وفيتامين سي كمضاد أكسدة والذي يساهم في عملية التركيز بالإضافة إلي الكالسيوم و المغنيسيوم للنواحي الحركية والعضلية ، ومشيراً خلال حديثه علي أهمية التركيز علي الأسماك والفواكة والمكسرات .
بينما أوضحت "الشربيني" أنه يجب أن يكون هناك تعاون بين أخصائي التخاطب وطبيب التغذية حتي يتم الاتفاق علي بعض العادات الغذائية ، ونوهت أن هناك بعض الفيتامينات التي يمكن للأم إعطائها لطفل التوحد مثل فيتامين "د ٣" و "الأوميجا ٣" بمعدل ثلاث مرات يومياً .
وأشارت د. هدير السروي ، أخصائية تغذية علاجية ، إلي أن مصابي اضطراب التوحد يحتاجون إلي نظام غذائي يحتوي علي العناصر الغذائية التي تحسن من حالته مثل الفواكة والخضراوات والألبان والمكسرات والأسماك والبقوليات لإحتوائهم علي فيتامينات مثل فيتامين "أ" و"ب" و"B6 ,B12" والمعادن مثل الزنك والمغانسيوم .
أضرار سوء التغذية القاتلة
وأكدت "الشربيني" أن الحليب عنصر مهم لا غني عنه في بناء العظام أما بالنسبة للفاكهة يمكن استبدالها بأخري تناسبها ، موضحةً أن أطفال التوحد يعانون بنسبة كبيرة من السمنة بسبب العادات الغذائية الخاطئة وعدم القيام بأي أنشطة رياضية ، مؤكداً أنه لابد علي الأسرة أن تبعده عن العزلة وتشركه في نشاط رياضي مع الإلتزام بالعناصر الغذائية السابقة .
كما أشارت أخصائية التغذية العلاجية وتغذية الأطفال إلي أنه يجب إبعاده عن المواد الحافظة كالمعلبات ويفضل للأم أن تطهي طعام صحي طازج في المنزل ، والإبتعاد عن الخميرة لأنها تحتوي علي الجلوتين بالإضافة إلي السكريات ويجب أن تحرص الأم علي عدم إعطائه لمثل هذه الأشياء لأنها تسبب له زيادة في الوزن .
وأكملت د. غادة الشربيني أنه يوجد أشخاص يمتنعون عن الحليب الذي يوجد به كازين لمن لديهم حساسية منه ويجب البدء في إعطاءه حليب خالٍ من اللاكتوز ونقوم بإستبداله بحليب جوز الهند ولكن في الوقت الحالي هو باهظ الثمن وفي نفس الوقت لا يمكن منع الحليب لأنه يعد عنصر أساسي للكالسيوم لتقوية العظام .
ذاكرةً "الشربيني" حالة طفلة تتعالج لديها تبلغ من العمر 4 سنوات والتي كانت تأكل بطاطس وشاورما فقط ولا تأكل أي شئ أخر سواء فاكهة أو خضراوات منذ أن كانت تبلغ سنتين وتعتمد علي الخضار النشوي فقط وهذا ينتج عنه سوء تغذية أو سمنة مفرطة فيجب لطفل التوحد التنوع في طعامه لكي يتمتع بكافة العناصر الغذائية المزودة بالمعادن والڨيتامينات .
حيث أن مريض طيف التوحد لا يتعرض للشمس مطلقاً أو بشكل كبير ولا يختلط بأي شخص خوفاً من التنمر عليه أو ضربه فيفضل البقاء بالبيت وعدم الاختلاط بأي شخص مما يجعلهم يعانون من السمنة ، وبعض الحالات التي تأتي تعاني من السمنة أو سوء التغذية بجانب التوحد وتكون بنسبه 98% ، وأشارت إلي أن السمنة نتيجة لعادات خاطئة مثل أن الطفل التوحدي يعتمد على نوع أو اثنين فقط من الطعام حيث يظل يأكل نوعين من الطعام فقط مهما بلغ من العمر .
لذلك يجب أن يتم عمل برنامج غذائي لطفل التوحد خاص به ، وأوضحت أنه لا يوجد شئ يسمي حمية غذائية لمرضي التوحد فلا يجب إشعاره بالحرمان أو المنع ، ويجب قبل القيام بإنخفاض وزنة أن نحافظ علي النمو والذكاء ، الذاكرة ، الحركة ، ونشاطة البدني ونقوم بعمل خطة مبدئية وتعليم أولياء الأمور كيفية التصرف تبعاً للخطة لبناء جسد الطفل تدريجياً ولا يحدث له انتكاسة ويعود لنقطة الصفر .
وأشارت " السروي" إلي أنه يجب علي الأشخاص المصابين باضطراب التوحد أن يبتعدوا تماماً عن تناول الأطعمة التي تحتوي علي السكريات مثل الشوكولاتة والمياه الغازية واستبدالها بالعصائر الطبيعية وأيضاً تلك التي لا تحتوي علي مادتي الجيلاتين واللاكتوز والتي تسبب الحساسية إضافة أيضاً أنه يجب التقليل من تناول الدهون المشبعة جلوتامات الصوديوم .
بينما أوضح "فخري" أن الحساسية تجاه الأطعمة تختلف من شخص لآخر لذلك يجب قبل تناول أي طعام أن يجري لطفل التوحد اختبار حساسية ، مشدداً أنه لابد علي أسرة طفل التوحد الإبتعاد عن الجلوتين في الأطعمة لأنه يسبب حساسية مفرطة .
مشكلة الإصغاء .. نصائح وإرشادات
وتشير "الشربيني" إلي أنه يجب علي الأم اتباع النظام الصحي لطفل التوحد الذي ينصح به أخصائي التغذية ولا تنجرف وراء الطفل علي طعام معين ، واحتواء الطفل والتقرب منه والابتعاد عن العنف والصريخ أثناء اتباع النظام الغذائي ، وعلي الوالدين اتباع العبارات التحفزية مع طفل التوحد لأنها تساعد بشكل كبير في النظام الغذائي ، وتجاهل إصرار الطفل والاستمرار علي الأكل الصحي حتي يتم تغيير عاداته السلبية .
وأوضحت "السروي" بعض النصائح التي يجب أن تتبعها الأسرة في النظام الغذائي مثل تناول الطعام بشكل روتيني في أجواء هادئة ، وتناول الطعام في أطباق بيضاء ليست ملونة حتي لا تشتت انتباه الطفل ، وتناول طعام سريع البلع والمضغ مثل المهلبية والأرز بالحليب ، وتقديم الطعام بشكل بسيط ومميز كإستخدام القوالب الصنوعة بأشكال متنوعة ، وعدم الضغط علي الطفل أثناء وجبة الطعام أو زيادة الكميات المعروضة عليه ، ويجب علي الأم استخدام العبارات التشجعية والمدح ، والصبر عليهم وعدم فقدان الأمل منهم ، وتقديم وجبات صغيرة علي فترات متقطعة .
واستطرد "فخري" أن هناك بعض النصائح الغذائية يجب علي الأسرة اتباعها مثل تقسيم الوجبات ما يقرب من 5 وجبات يومياً وإعطائه فيتامين "سي" بين الوجبة والآخري ، وعدم إشباع الطفل مرة واحدة بل تقسم الوجبات كل ثلاث ساعات ، وإعطائه عناصر الطاقة لتهيئة الجهاز الهضمي تحسباً لعصر الهضم ، والحرص علي جعله ينام مبكراً حفاظاً علي التركيز والنمو والمناعة الخاصة به .