ورقة وقلم

مدارس وجامعات مصر تنشئ أساليب مستحدثة لتعليم ذوي التوحد

كتب - ياسمين عبد الفتاح - أسماء عيد

تجد الكثير من ذوي التوحد صعوبة في تعلم العديد من الأشياء مثل اللغة و الأساليب الحركية والتعاملية مع المجتمع الخارجي فلا يجدون ما يساعدهم في ظل إصابتهم بتبعات طيف التوحد كالصرع و العنف الزائد وفرط الحركة وقد جاءت التكنولوجيا الحديثة لكي تقدم حلولاً للكثير منهم بحيث تمكنهم من استخدام كم كبير من الأجهزة .

 

الأساليب التعليمية المستحدثة

قالت د. نادية محمود ، مديرة مركز معاك لرعاية الطفل وأخصائية تخاطب بشبرا ، إن التكنولوجيا أصبح لها دور كبير للغاية وتفتح طرق وآفاق طرق جديدة تساعد ذوي التوحد ، مشيرةً أنهم يمتلكون شاشات تفاعلية بداخل الفصول الدراسية مثل التابلت ولكن كبير للغاية يمكن أن يستخدمه 10 أطفال في ذات الوقت ومزود بطبقة حماية لكي لا تصل ذبذبات الكهرباء للأطفال .

وأوضحت "محمود" أنها فكرة جيدة لتعليم أي طفل لديه توحد أوتبعاته كالصرع ويحافظ ذلك علي عدم حدوث أي مشاكل قد تأتي للطفل بالإضافة أنه مزود بطبقة حماية متينة حتي وإن كان الطفل عنيف قليلاً لأن بعض مراحل التوحد يكون العنف مصاحب له ومن الممكن أن يفعل الطفل حركات لا إرادية .

وأكملت د. نادية محمود أن هذه من ضمن التكنولوجيا الحديثة التي يستخدمها المركز في التخاطب أو تنمية المهارات ، مضيفةً أنه يوجد أنشطة في تنمية المهارات مثل التطابق فيبدأ الطفل بمطابقة الأشياء التي تُشبه بعضها البعض ويتم استخدامها بداخل الفصول الدراسية بالإضافة لوجود غرفة خاصة بالميديا تحمل بداخلها كل ماهو جديد من التكنولوجيا .

وأوضحت "محمود" أنه لديهم جهاز دمج صوتي أيضاً ويتم استخدامه في التخاطب وأساسه التكويني تكنولوجي ، ويوجد أيضاً هولوجرام ويقوم بإخراج الصور ثلاثية الأبعاد ، ويتم استخدامها من خلال التدخل مع الأطفال حيث أنهم يبدأون باسنقبال اللغة وتعريفهم كل مفردات الأشياء التي من حولهم مثل الضوء والباب ويتم قولها من خلال الهولوجرام .

ويبدأ بعرض صور ثلاثية الأبعاد أمامه في غرفة مظلمة تماماً ثم يبدأ الطفل بالتفاعل مع هذه الأشياء وفكرة رؤية الطفل لتلك الصور بتلك الطريقة يكون قد تم نقلته من نقطة عدم التفاعل للتفاعل بالإضافة لتزويده بمفردات جديدة وبهذه الطريقة يتطوير الطفل بشكل تكنولوجي .

 

البيئة الدراسية وتنمية المهارات

كما بينت د. نادية محمود أنه تم البدء بإستخدام الأساليب التكنولوجية مثل الاتصال المرئي ، مشيرة إلي أنه يتم استخدامه بشكل يخدم طفل التوحد لأن تواصله مع الأغراض الغير بشرية تسير بشكل ممتاز ولا عائق فيها ، موضحةً أنه يتم بشكل علاجي تكنولوجي من خلال ترشيح برامج مثل ركوب الخيل يتم تشغيلها حتي تُغذي لديه التواصل بصرياً ولمسياً ولغوياً .

وأكملت "محمود" أنه يوجد أيضاً برامج خاصة بالانتباه البصري تقيس مدي نسبة انتباه الطفل من خلال الأنشطة وهذه النقطة يعاني منها الكثير من مصابي التوحد عندما يقومون بنشاط ما لا ينتبهوا أمامهم وهذا مايتم العمل عليه في التكنولوجيا وبرامج التأهيل .

 

أوضحت د. نادية محمود أنه يوجد نضارة VR (الواقع الافتراضي) ويتم تهيئة واقع حقيقي من خلالها لأن اطفال التوحد لديهم مشكلة إدارك المخاطر مثل التقطيع بالسكين وعبور الطرق ويتم ذلك من خلال عدة مستويات تبدأ بطرق خاليه وتنتهي بوجود سيارات فتكون أكثر أماناً دون المشتتات التي تعيق ذوي التوحد ، منوههً أن طفل التوحد ذي نسب التوحد الشديدة لا يستقبل الاشياء التكنولوجية الجديدة .

الأسس التعليمية لذوي التوحد

وأوضحت أسماء عبدالموجود ، خريجه علوم ذوى الاحتياجات الخاصة ، جامعة بنى سويف ،  أن ذو التوحد في فترة المراهقة لابد أن يكون لديه أساس تعليمي وهو طفل مثل تنمية المهارات والتأهيل الحسي والوظيفي وهذه ميزة الاكتشاف المبكر للإصابة .

وقالت "عبد الموجود" أن أكثر الأشياء التي يتم التركيز عليها في مرحلة المراهقة لدي مصاب التوحد هي الرعاية الذاتية والتنشيئة الاجتماعية حتي يحقق الاستقلالية لذاته لأن الأسرة تكون لديها رهبة من هذه الجهة وهي عدم الاعتماد علي النفس مثل غسل الأسنان وحلق الذقن والاستحمام وإطعام نفسه وهذه الأشياء لابد البدأ بها مبكراً مع الطفل حتي تسهل عليه تلك الأمور عندما يصل لمرحلة المراهقة .

وأشارت أسماء عبد الموجود إلي أن الطفل التوحد يحتاج لتأهيل قبل مرحلة الدمج لأنه يعتمد علي الجانب العقلي والقدرات الذهنية فقط وبعض الأطفال ليس لديهم هذه القدرات ، وبالتالي يتم تأهيلهم أولاً حتي يحدث توازن ويتعلم مهارت التحدث الأساسية والحصيلة اللغوية التي يحتاجها .

بالإضافة لوجوب تزويده بمؤثرات التواصل البصري والانتباه والتركيز حتي يمتلك الأدوات التي يستطيع بها التواصل مع محيطه ويكون لديه القدرة علي توصيل مشاعره وأفكاره وبعد ذلك يتم دمجه بشكل أو بآخر .

 

تطوير أساليب التعليم الحديثة

وقال د. بلال ، أستاذ جامعي في قسم الذكاء الاصطناعي (Ai) بكلية حاسبات وتكنولوجيا المعلومات بجامعة الأهرام الكندية ، أنهم يستطيعون بداخل أقسام الكلية مساعدة ذوي التوحد علي التأقلم مع العالم الخارجي وتعليمهم أسس الحياة .

وذلك من خلال قسم الكمبيوتر فيجين computer vision (رؤية الكمبيوتر) والذي يتواجد فيه algorithms (الخوارزميات) ، بالإضافة لوجود فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يسمي computer vision يتمكن من body language processing (معالجة لغة الجسد) وإقامة مجموعة من الموديلز يستطيع من خلالها إعطاء أطفال التوحد فيديوهات تجذبهم ، ويستطيع أن يتعلم منها ويشاهدها عن طريق تعليم الصلاة أو تعليم أي شئ آخر من خلال تلك التقنيات الحديثة .

وأوضح أستاذ قسم الذكاء الاصطناعي أنه باستخدام ال computer vision  يمكننا من صياغة وصنع أساسيات البرمجة الخاصة بنظارة ال VR والتي تساعد أطفال التوحد في التغلب على اضطراب طيف التوحد  ، مؤكداً أن تعلمهم البصري هو أكثر الوسائل جدوى .