كتب - رضوي أحمد - أسماء عيد
يواجه الكثير من أطفال اضطراب طيف التوحد العديد من التحديات المختلفة مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه وهما نوعان من الإعاقات النمائية التي لها روابط متصلة ببعضها ، بالإضافة لتأخر الكلام وصعوبة النطق وأنواع متعددة من اضطرابات الكلام ونتيجة لذلك يظهر لديهم أعراض تتعلق بضعف التواصل الاجتماعي والسلوكي ، لذلك يحتاج أطفال الطيف للعلاج والتأهيل المبكر والمتقن لمثل تلك الحالات التي تحتاج لرعاية جيدة حتي يتسني لهم حياة طبيعية مثل أقرانهم .
فرط الحركة لذوي التوحد
وقال د. محمد رجب ، استشاري مخ وأطفال ، أن هناك الكثير من الأعراض التى تتشابه فى معظم الوقت مع اضطراب طيف التوحد وأكثرها فرط الحركة وتشتت الإنتباه ، وفى الحقيقة هناك تدخل بين التوحد وفرط الحركة بمعنى أن ذوي اضطراب التوحد لديهم عَرض مهم وهو ضعف التواصل البصري الذي يتطابق مع الأطفال الذي يعانون من تشتت الإنتباه والتركيز وهو من أهم أسباب الحركة المفرطة ومشيراً إلي أن 40% من أصحاب اضطراب فرط الحركة يعانون من التأخر فى التواصل اللغوي والكلام تماماً مثل طيف التوحد .
وأوضح "رجب" أن الحركة الزائدة لدى أطفال التوحد واحدة من أهم المشاكل عند أصحاب الطيف وتكمن المشكلة أنه كلما زادت حركة الطفل تقل نسبة تركيزه وانفصل عن العالم الواقعي الذي يعيش فيه وبالتالي يصعب تعامله مع الأشخاص الأخرين من حوله ، ويصعب أيضاً تعليمه أى مهارة جديدة وذلك بسبب صعوبة تركيزه .
علاج فرط الحركة
بينما قال حمزة الأنصاري ، أخصائي نفسية وتخاطب ، أن من أوائل الأشياء التى يجب التخلص منها لدي أصحاب طيف التوحد هي الحركة المفرطة وهناك بعض الطرق التى يستخدمها كثير من المتخصصين وهي أدوية للمخ والأعصاب مثل (ديباكين - ريسبردال) ولا ينصح بها على الإطلاق .
بالإضافة أيضاً إلي استخدام الأكسجين المضغوط سواء كان على المدي القصير أو البعيد ولكن هناك بعض الطرق المرنة الغير مضرة جسدياً فى التخلص من الحركة المفرطة ، وذلك من خلال مساعدة الأهالي للطفل على الالتزام ببعض الروتين اليومي كتدريب كالجلوس على الكرسي بمعدل عشر دقائق يومياً دون حركة .
وتزيد المدة كل ثلاثة أيام خمس دقائق مع الإصرار على جلوسه دون ممارسة أى نشاط أخر مثل مشاهدة التلفزيون غير ملتفتين لردود الفعل مثل البكاء الشديد ، موضحاً أنه ليس هناك مكان ثابت للتدريب بل يجب التغيير يومياً ، ويكون التدريب للأطفال الأقل من ثلاث سنوات من نصف ساعة إلي 45 دقيقة والأطفال الأكبر من ثلاث سنوات من 45 دقيقة إلي ساعة يومياً .
كما أوضح "الأنصاري" أن للتمرين فوائد كثيرة تلاحظ فى أقل من شهر وتقل حركة الطفل الزائدة بنسبة تتراوح بين 60 إلي 70% بالإضافة لمراقبة الأخرين والتعلم منهم وتقليدهم ، واحترام الأب والأم وعدم فرض الرأي والإصرار عليه ، وتأهيل الطفل لدخول المدرسة والبداية فى التعليم .
الإعاقة اللغوية لذوي التوحد
وقالت ندي حسين ، أخصائية علاج النطق واللغة ، أنه للتغلب علي الإعاقة اللغوية يجب تنمية مهارات اللغة لدي ذوي التوحد ويكون ذلك عبر تنمية مهارات التواصل الاجتماعي فيتم تأهيل الطفل إجتماعياً ولغوياً ، وتكون الخطة التنموية عبارة عن تعزيز تقبل طفل التوحد علي تكوين صداقات وأن يستطيع أن يُكون تفاعل إجتماعي سليم .
وأشارت "حسين" إلي أنه يتم تنمية اللغة الاستقبالية والتعبيرية وكيفية المقدرة علي فهم المعاني والتعبيرات المجازية لأنه شخص روتيني جداً حتي في الحوار ، ولا يستطيع فهم الكلام والإيماءات أو حتي الكلام المجازي وتعتبر تقويمه وعلاجه عملية صعبة جداً حيث يصعب كسر هذا الروتين لديه لأن السمة الأساسية لديه هي النمطية أو الروتين بمعني أصح لذلك يجب البدأ في تنمية اللغة والحوار لدي طفل الطيف في وقت مبكر جداً .
وأوضحت الأخصائية ندي حسين أن مهارات التواصل لدي أي الطفل تتكون قبل نطق الكلمات الأولى حيث يبدأ الطفل بتجربة الأصوات الخارجة من حنجرته بتلعثم ويستخدم مجموعة متباينة من اللغة غير اللفظية لتوصيل احتياجاته وتكوين روابط اجتماعية مثل التواصل بالعين والإيماءات .
ثم يبدأ في التقاط وتعلم الأصوات وهنا يظهر ضعف المهارات اللغوية أو تأخر الكلام وبالكشف الدقيق علي الطفل يتضح إذا كان من أصحاب اضطراب طيف التوحد أم يعاني من اضطرابات أو أمراض أخري مثل تأخر النطق الشائع بين الأطفال .